ظل الباحث الأميركي جاري توبز 15 عاما، وهو العدو الأول لأسس الأكل الصحي العالمية، إذ أكد مرارا وبشكل صريح أن نصائح الأنظمة الغذائية الرسمية التي يتم تشجيعنا على اتباعها منذ السبعينات، خاطئة.


نصائح خاطئة

قال توبز في كتاب The Case Against Sugar، والذي استعرضته صحيفة theguardian إن «الحكومة الأميركية وأخصائيي التغذية والباحثين الأكاديميين الذين علمونا، ارتكبوا خطأ لا يمكن غفرانه، إذ أدت نصائحهم الخاطئة إلى تفشي السمنة والأمراض المرتبطة بالحميات الغذائية بشكل لم يسبق له مثيل، على سبيل المثال طالبونا بتجنب الدهون، بينما الأصح تجنب الكربوهيدرات المكررة والسكريات».


أخطار السكريات

أكد توبز أن «السلطات الغذائية الرئيسية قضت الخمسين عاما الماضية في إلقاء اللوم على الدهون الغذائية، واتهامها بالسبب في أمراضنا، في حين تغاضوا تماما عن دور السكر في ذلك»، مؤكدا أن الدهون الطبيعية المشبعة التي لطالما وصفوها بالعناصر السيئة –مثل الزبدة– صحية أكثر من الزيوت السائلة المكررة بدرجات عالية.

وأضاف «السكريات سيئة، إذ إنها ذات تأثير فسيولوجي وهرموني خطير على أجسادنا، فهي المحفزات الأكثر ترجيحا لمقاومة الأنسولين، وهي الحالة التي تؤدي إلى السمنة والسكري وأمراض أخرى من النقرس، ودوالي الساقين، وحتى متلازمة القولون المتهيج والربو، والزهايمر»، مشيرا إلى أن السكر هو أساس أمراض كثيرة بما في ذلك السرطان.

وقال توبز «ببساطة، بدون هذه السكريات في الأنظمة الغذائية فإن مجموعة الأمراض المرتبطة ستكون أقل شيوعا بكثير مقارنة بالوضع الراهن».





حجة الحمية الغذائية

كشف توبز الكذبة التي تقول، إن الاستهلاك المفرط ونمط الحياة الخاملة تسببا في موجة عارمة من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، وهو الزعم الذي كان حجر أساس للنصائح الغذائية الرسمية العالمية.

وقال إن «منظمة الصحة العالمية أكدت أن السبب الرئيسي للسمنة وزيادة الوزن عدم توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة، والسعرات الحرارية التي يتم إحراقها».

وأوضح توبز أن «النصائح الغذائية أصبحت تتوافق مع مصالح الشركات المصنعة للأطعمة المعالجة، فاستخدام حجة الحمية الغذائية المتوازنة أقنعتنا شركات الأطعمة أن بإمكاننا أن نحافظ على صحتنا ونحن نتناول الأطعمة السريعة بشكل يومي، مشيرا إلى عدم وجود طعام سيئ، وإنما حميات غذائية سيئة».

وأكد الصحفي الأميركي أن «السمنة عبارة اضطراب هرموني حدث بفعل السكريات، وأوزاننا تزيد لأننا ببساطة نتناول سعرات حرارية أكثر مما نحرق».