أكدت صحيفة "تايمز" البريطانية أن دول وسط آسيا أصبحت مصدرا لتوريد المتطرفين نحو مناطق التوتر في العراق وسورية، مشيرة إلى وجود خمسة أسباب تساعد تنظيم داعش على استقطاب عناصر من تلك المنطقة، وهي: عمليات الاضطهاد في تلك البلدان، وسياسة التمييز العنصرية، وسهولة الوصول إلى بؤر التوتر عبر الجبال، كذلك القرب الجغرافي والثقافي بين بعض البلدان، فضلا عن بروز المتطرفين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

واستشهد التقرير الذي أعده مراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، باتهامات السلطات التركية لمنفذ الهجوم الذي أوقع 39 قتيلا أنه يرجع إلى الصين، وينتمي إلى أقلية "الإيغور" المسلمة، التي تقطن مقاطعة تشنيجيانغ، شمال البلاد، موضحا أن الإصدار الذي أنتجه داعش عام 2015، ويظهر فيه مسن صيني يبلغ 80 عاما ينتقد عمليات الاضطهاد الصيني تجاه أقليته لم يأت من فراغ، وقرر الانضمام إلى ابنه في صفوف التنظيم قبل أن يقتل في معارك سورية.


طرق الوصول

أرجع التقرير طريقة وصول أولئك المتطرفين إلى سورية والعراق عبر سلسلة الجبال الرابطة بين الصين وقيرغيزستان، مرورا بإسطنبول ثم التغلغل إلى سورية، في وقت قدرت فيه الحكومة الصينية عام 2015 أن عدد مواطنيها الملتحقين بصفوف تنظيم داعش بلغ 500 مقاتل، ومعظمهم انضم للفصيل المعروف باسم "الحزب الإسلامي التركستاني"، الذي يبلغ تعداد مقاتليه بالآلاف، فيما يدير عملياته بالتنسيق مع جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.



سياسات قمعية

أشار التقرير نقلا عن الوثائق المسربة من تنظيم داعش، إلى أن عدد أفراد الطائفة الإيغورية التي انضمت إلى صفوف التنظيم بلغت 114 مقاتلا، معظمهم جلب معه عائلته واستقر في المناطق التي تقع تحت قبضة داعش، مما يعني عدم وجود نوايا لديهم للعودة إلى الصين، كما أنهم شاركوا في عدة عمليات قتل جماعية تابعة لأفراد التنظيم المتشدد. ونقلت الصحيفة عن خبراء، أن عدد متطرفي دول وسط آسيا يصل ما بين ألفين إلى 4 آلاف مقاتل، وينحدرون من دول قزق وقيرغيز، وأوزبك وطاجيك وتركمان وإيغور، في وقت تعرف فيه تلك الدول بسياستها القمعية والفاشية، وتميز بين سكان المدن والمناطق الريفية، الأمر الذي استغلته التنظيمات المتطرفة ورأتهم فئات من النخبة لاستخدامهم لاحقا في عمليات انتحارية.


لفت الأنظار

وخلص التقرير إلى أن داعش يرغب في زعزعة استقرار تركيا، من خلال استغلال الأفراد المهمشين من دول وسط آسيا، والتي كان يتوقع بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أن تستقر وتزدهر، إلا أنها تحولت إلى ملاذ للتنظيمات المتطرفة، بسبب قربها من أفغانستان، وأنها أصبحت طريقا ثالثا بين الأنظمة الدكتاتورية وروسيا التي حاولت السيطرة على المنطقة فيما بعد، فيما تكمن إستراتيجية الدواعش في محاولة لفت أنظار العالم إلى تلك المجتمعات، وأن ما تقوم به من هجمات إرهابية ما هي إلا تمارين أولية.