ليس تحيزا لمنسوبي هذه الوزارة، ولكن أن تدمج وزارتان بهذا الكم الهائل من الخدمات ومن الفئات المستفيدة في وزارة واحدة، وتستطيع كوادرها أن تتغلب على صعوبات الدمج بسرعة استيعاب الاختلاف في طبيعة العمل؛ فهذا أمر يستحق الوقوف عنده، ليس للتقييم وإصدار الأحكام وإنما لمباركة هذه الجهود وتعزير روح الاجتهاد لدى تلك الكوادر للاستمرار بهذا الحماس، وتقبل توسيع وتنويع دائرة الجهد التي تتجاوز الشخص السليم إلى من يعاني مشكلة جسدية أو مالية، ومن المواطن إلى المقيم ليس في عملية تسهيل استقدام العمالة أو سعودة الوظائف فقط، وإنما في أمر الحماية والرعاية ومساندة الأسر والأفراد لتجاوز مشاكلهم التي تتفاقم بفعل التغيرات السريعة التي تعصف بالمجتمعات وتأهيل القادر منهم، ليكون عضوا منتجا بل أسرة منتجة تكسب قوتها بشرف المهنة وجهد السواعد التي لا تكف البحث عن العمل.
وإن كنا نشيد بقدرة وزارة العمل والتنمية على مواكبة تغيير هيكلتها الإدارية في الوقت الذي نشهد النقلة النوعية لخطط التنمية والرؤية الوطنية لمستقبل مشرق 2030، إلا أننا نطلع إلى المزيد من خلال تطوير الأداء وتحفيز تلك الجهود التي ما زالت تركن تحت وطأة البيروقراطية مع رفض مستميت للتجديد.
هناك من يسوّق الأعذار لبعض الرافضين تقبل مبدأ التغيير، ويشدد على ضرورة تقبل هؤلاء الأشخاص أن يستوعبوا المرحلة جيدا، وليس من جدال أن قدرات الأفراد تتفاوت في تقبل التجديد، لكن عندما يصل الأمر للإضرار وتعطيل المصالح، فإن الواقع يفرض علينا وعليهم تغيير منهجنا في التعامل مع مهام العمل ومع الكوادر الوظيفة وحتى مع الجمهور، وإن كان النهج السابق يشبع في تلك الفئة حب التسلط فمع التجديد ستكون متعة العمل وتحقيق الإنجاز هو من يشبع جشع النفس التي لا تكف بحثا عن المكاسب.
لا بد أن نعترف أن في بيئات العمل كثير من الرجعيين والإقصائيين وحتى من لا يخاف الله، فيظلم تحت سيطرة الأنا التي تكبر فيه كلما عظم نفوذه.
وفي وقتنا الحاضر وعجلة التنمية تسابق الزمن، يجب ألا يكون لهذه النوعية مكان إلا في حال استبدلوا الماضي بما فيه من جهل بأنظمة وقوانين العمل، إلى القادم الجميل الذي يفتح ذراعيه للتعاون والتشارك الجاد لأجل مستقبل الوطن الذي لا يكون إلا بتضافر أبنائه الحريصين على تثقيف أنفسهم إداريا وتنظيميا، متبنين في تعاملاتهم أخلاقيات العمل التي تدعو إلى الفضيلة وحسن الخلق مع جميع الأطراف، موظفا كان أو مواطنا ما يزال ينتظم في قافلة الباحثين عن عمل.