انعكس تمكن قوات الشرعية من فتح جبهات جديدة في صعدة، على صفوف المتمردين الحوثيين، لاسيما بعد مقتل مسؤول الإعلام العقيد أحمد الخطيب وعدد من القيادات الخاصة، وكذلك القائد الميداني عبدالخالق القرموشي، وهو ما أجبر الحركة على استدعاء بعض قياداتها من جبهات القتال، ووضعها على تخوم المحافظة.




واصلت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية المدعومة من طيران التحالف العربي تقدمها على تخوم العاصمة صنعاء أمس، فيما كشفت مصادر مقربة من بعض القيادات الحوثية عن مصرع عدد كبير منهم خلال المواجهات المستمرة في أقل من شهر، من ضمنهم مسؤول الإعلام الحربي الحوثي العقيد أحمد عبدالرحمن الخطيب، وأحد القيادات الميدانية البارزة المدعو عبدالخالق القرموشي.

وبحسب تصريحات القيادي السابق والمنشق من صفوف الحوثيين، عبدالناصر العوذلي، فإن الحركة باتت تخسر قادتها خلال المواجهات الأخيرة، وأن معركة صعدة تعتبر معركة مفصلية وذات أهمية للمسلحين، الذين بدؤوا بسحب القيادات المؤهلة والمدربة على أيدي خبراء الحرس الثوري الإيراني، بعد أن كانت تشرف على جبهات القتال في كل من محافظة نهم والبيضاء وتعز. وأشار العوذلي، إلى وجود ثقة تامة بين المتمردين بأن المعارك لن تصل إلى قلب محافظتهم وعقر دارهم، وأن عمليات التقدم التي تقوم بها قوات الشرعية مؤخرا في المحافظة، أربكت صفوفهم وخلطت أوراقهم، ودفعتهم للاستنجاد بالقيادات الكبيرة المؤهلة لإدارة المعارك المفصلية.




ضربة موجعة

فيما شكلت خسارة المتمردين لأحد أبرز قادتهم الميدانيين ضربة موجعة، أكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة ومستشار رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية العميد ركن عبدالله مجلي خلال تصريح إلى "الوطن"، أن أكثر ما يرهق العصابات الحوثية ويشتت عملياتهم، هو عملية فقدهم للقادة الميدانيين، الذين يديرون المعارك على الأرض، بسبب أن العناصر المسلحة الصغيرة لا تقوى على إدارة وتحريك العمليات على الجبهات، وإنما تقاتل تبعا للأوامر التي تتلقاها.

وأشار مجلي إلى أن القيادات الميدانية التي لقيت حتفها خلال الفترات السابقة، تعتبر قيادات مرموقة، وخسارتها قد تضر بهيكلية الحركة المسلحة بحكم خبراتها في القتال الذي اكتسبته خلال ما يعرف بالمعارك الست في صعدة ضد الدولة اليمنية، فيما يلحظ المراقب للمسحلين الحوثيين الصغار، وجود حالات متفاقمة من انعدام الثقة والهزيمة النفسية جراء الخسائر التي تجد أمام أعينهم في جبهات القتال.





دعم التحالف العربي

لفت مجلي، إلى الانتصارات التي تحققها القوات الشرعية المدعومة من طيران التحالف، في مختلف الجبهات اليمنية، وخاصة جبهة صعدة وصرواح والضالع وبيحان بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد، فيما باتت المقاومة تجهز على ما تبقى من فلول الانقلاب بمديرية مقبنة غرب تعز، قبل السيطرة على جبل العويد الاستراتيجي وتكبد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وأكد مجلي، أن مسألة إحكام السيطرة على اللواء 101 في محافظة صعدة يشكل عاملا مهما لقوات الشرعية، حيث إن فرار القيادات والعناصر المسلحة من هذا اللواء، يؤكد مدى الهزيمة والجبن الذي يحمله المتمردون. وكشفت مصادر عسكرية، عن سيطرة الشرعية على المحور الغربي من المديرية بهدف قطع كافة خطوط إمداد الحوثيين، في وقت سيطرت فيه المقاومة على سلسلة جبال العليب التي كانت تمثل موقعا استراتيجيا لعناصر الانقلاب. وتزامن التقدم الكبير للشرعية مع التقدم في جبهات البقع وسحار وحجز كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت تتواجد في كهوف ومغاوير يتحصن فيها العناصر المتمردة.


خيانة المتمردين

شهدت جبهة نهم شمال شرقي صنعاء انهيارات متعددة في صفوف الميليشيات الانقلابية، نتيجة الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها، آخرها انسحاب أكثر من 70 مقاتلا من قبيلة العصيمات التابعة لحاشد من مناطق المواجهات بصورة مفاجئة.

وقالت مصادر قبلية، إن الانسحاب جاء بعد مقتل الزعيم القبلي، الشيخ علي البشاري، إثر تعرض المجموعة التي كان يقودها للخيانة من مقاتلي المتمردين الحوثيين، واتهم رجال القبائل عناصر ميليشيات الحوثي بقتله غدرا في الجبهة.