الاتكاء على الماضي والتغني به طويلا في كرة القدم لن يصنعا من حاضرك بطلا حقيقيا مهاب الجانب، لذا على كل إدارة ناد أن تتعايش مع حاضرها بكثير من الواقعية والموضوعية، بعيدا عن الركون إلى إنجازات سابقة سنجد أن مجرد الالتفات لها والتوقف عندها لن يزيد مسيريه إلا مزيدا من حالة الارتباك وعدم تحديد الهدف، فعلى سبيل المثال نجد أن الكل يجمع بأن موسم الأهلي الماضي كان موسما استثنائيا بكل المقاييس، وذلك بعد أن استطاع الملكي حصد أغلى البطولات والألقاب التي دبت الروح في شرايين هذا النادي العريق، وأعادته إلى موقعه الطبيعي في واجهة كرة القدم السعودية، فهذه الإنجازات التي تحققت سيخلدها التاريخ بمداد من ذهب في سجلات هذا الكيان الكبير، ولكن السؤال العريض الذي يطرح نفسه ماذا بعد؟ والإجابة عن هذا السؤال لا تتم عن طريق الأقوال والوعود، بل الأفعال وحدها هي التي ستمنحنا إجابة شافية ووافية، من خلال عمل حقيقي نشاهده على أرض الواقع يكون مقنعا لأنصار ومحبي الأهلي، الذين برغم أن فريقهم يحقق الانتصار تلو الانتصار، ويفصل بينه وبين صاحب المركز الأول ثلاث نقاط فقط، إلا أن كل ذلك لم يمنحهم الثقة والاطمئنان على مستقبل فريقهم، من خلاله ما نشاهده من ردة فعلهم في مواقع التواصل الاجتماعي، التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار. فما نشاهده من أداء كروي باهت لا يعطينا انطباعا بأن هذا الفريق بات قادرا على المحافظة على لقب الدوري الذي حققه في الموسم الماضي، فالأخطاء ما زالت تتكرر من مباراة إلى أخرى، دون أن نلحظ أي بوادر لإصلاح الخلل، لذا بات لزاما على إدارة النادي الإسراع في تصحيح الأخطاء، والعمل بجد على إعادة هيبة الفريق قبل أن تطير الطيور بأرزاقها، ويتجرع الأنصار والعشاق الحسرة على التفريط في مكتسبات الموسم الماضي، التي يجب أن تمنح جميع عناصر المنظومة الحالية الرغبة والإصرار في المحافظة عليها لا التفريط بها والتنازل عنها بسهولة.