فيما هددت جماعات من المعارضة السورية المسلحة، أمس، بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية تركية روسية، في حال استمرار قوات نظام الأسد وحلفاؤها في انتهاكه، أعلن السفير الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، أول من أمس، أنه قدم "مشروع قرار مقتضب للمصادقة" على الخطة الروسية التركية التي تنص على وقف للأعمال القتالية وإجراء مفاوضات في أستانة بكازاخستان، أواخر يناير الجاري. وطلبت من شركائها في المجلس تبني مشروع القرار الذي تمت مناقشته خلال مشاورات مغلقة بدأت صباح أول من أمس.

وكانت روسيا قد عدلت نص المشروع بطلب من عدد من الدول الأعضاء في المجلس، بهدف تدويل الاتفاق، وبعدما كان النص الأساسي لا يتطرق إلى مفاوضات جنيف، تمت إضافة إشارة إلى أن محادثات أستانة "تشكل جزءا مهما من العملية السياسية التي يديرها السوريون وتشرف عليها الأمم المتحدة". وقال تشوركين إنه "لا منافسة ولا ازدواجية" بين مفاوضات أستانة وتلك التي دعا إليها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، في 8 فبراير المقبل في جنيف بين المعارضة والنظام، داعيا الأمم المتحدة لأن تنخرط بالكامل في التحضير لاجتماع أستانة، كما أشار إلى رغبة روسيا في ضم دول على غرار السعودية والكويت وقطر ومصر إلى مبادرتها.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه تركيا وروسيا الخميس الماضي، استثنى التنظيمات المصنفة إرهابية، وبشكل رئيسي تنظيم داعش، فيما قال تشوركين في مجلس الأمن، إن وقف إطلاق النار يشمل 13 مجموعة مسلحة تضم 60 ألف مقاتل وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية، مؤكدا أن الاتفاق لا يشمل جبهة فتح الشام، فيما تمسكت المعارضة بأن الاتفاق لا يستثني التنظيم.


اختلافات جوهرية

أكد الجيش الحر أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يستثن أي منطقة أو فصيل ثوري في سورية، كما لا يستثني فتح الشام، مشيرا إلى اختلافات جوهرية بين نسخة الاتفاق التي وقعت عليها المعارضة السورية المسلحة وبين النسخة التي وقع عليها النظام السوري. وذكر الجيش الحر أنه تم حذف عدة نقاط رئيسية وغير قابلة للتفاوض من نص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقع عليه مع الحكومة الروسية، وأكد في بيان له نشر في حسابه على تويتر التزامه بالهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ رغم الخروق المستمرة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، وبالتحديد في ريف دمشق.


خروقات اليوم الثاني

أشار بيان المعارضة إلى أن استمرار الخروقات والقصف من قبل النظام ومحاولات اقتحامه المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر تجعل الاتفاق لاغيا، ودعا الجيش الحر مجلس الأمن إلى التمهل في تبني الاتفاق لحين التزام روسيا بتعهداتها والتزامها بضبط النظام وحلفائه. وكانت الضربات الجوية التي تنفذها طائرات النظام في بعض المناطق قد تواصلت أمس في ثاني أيام الهدنة، وسجلت خروقات متفرقة قامت بها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، حيث قصفت قوات النظام وادي بردى في ريف دمشق، مما أوقع ثلاثة قتلى أحدهم طفل، وتزامن ذلك مع شن حزب الله اللبناني هجوما بريا على المنطقة، ويحاول النظام وحزب الله اقتحام منطقة وادي بردى. وطالبت هيئات مدنية في وادي بردى المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل لوقف الهجمة الكبيرة التي يشنها النظام والميليشيات الداعمة له رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.





عطاء: خطة لإنقاذ نازحي حلب الشرقية

أعلن مسؤول مكتب جمعية عطاء للإغاثة والتنمية في إدلب، معاذ بقبوش، أن الجمعية لا تزال تعمل ضمن حالة الطوارئ لإغاثة الناجين من أحياء حلب الشرقية، والوافدين إلى ريف إدلب وريف حلب الغربي.

وأوضح بقبوش أن النازحين من حلب تركزوا في 13 منطقة في إدلب، و20 نقطة أخرى في ريف حلب الغربي، في ظروف مأساوية يندى لها الجبين، لاسيما في ظل ظروف فصل الشتاء الصعبة.

وأكد بقبوش أن الجمعية مستمرة في تقديم خدماتها بكامل كادرها الموجود في هذه المناطق، وأنهم وضعوا خطة تستهدف تزويد الناس بالمواد الأساسية التي تعينهم في فصل الشتاء، مثل الملابس والبطانيات ومواد التدفئة.

من جهته، أشاد المدير العام لجمعية عطاء، المهندس خالد العيسى، بجهود جميع رجال العمل الإغاثي الذين استجابوا لكارثة حلب، بمن فيهم متطوعو جمعية عطاء.