يعكف ساسة دول باكستان والصين وروسيا على تكوين حلف جديد في جنوب آسيا، حيث ظهرت ملامحه عقب انعقاد اللجنة الثلاثية للدول الثلاث في موسكو أواخر الشهر الجاري، من أجل النظر في الأساليب الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، بتقوية النظام الباكستاني بقيادة أشرف غني، ودعم الجهود الرامية للحوار الوطني الأفغاني بين حكومة غني وحركة طالبان الأفغانية التي تقود الحرب الأهلية في أفغانستان.
ودعت الدول الثلاث في البيان المشترك الذي صدر بعد اجتماع موسكو إلى حث مجلس الأمن الدولي على إزالة أسماء قادة طالبان من قائمة الإرهابيين، تمهيدا لاستئناف الحوار بين الأطراف المعنية، فيما يرى مراقبون أن موسكو وبكين تجاهلتا الولايات المتحدة التي كانت عضوة في لجنة التنسيق الرباعية المكونة من الصين وأميركا وأفغانستان وباكستان، بعد تراجع كبير في وعودها. ويلفت محللون إلى أن باكستان فرضت نفسها على التحالف بحكم موقعها الإستراتيجي كدولة حدودية مع أفغانستان وروسيا والصين الشعبية، من خلال تعزيز موقف المؤسسة العسكرية، خصوصا بعد تقوية العلاقات الباكستانية الروسية، إلى جانب كونها منطلق رواق الطاقة الصيني الباكستاني، فيما دفع التحالف الإستراتيجي الثلاثي بكين إلى وضع كل ثقلها لتقوية باكستان بتسليحها ونقل التكنولوجيا العسكرية والنووية إليها، كان آخرها افتتاح المفاعل النووي "جشمة-3" لتوليد 340 ميجا واط من الطاقة الكهربائية، بعد أن أسهم علماء الصين النوويون بصورة شبه كاملة في تركيبه وتشغيله.
كما أن خطوة دمج الحكومة المدنية لقانون مكافحة الإرهاب بقانون الدفاع، أضفى شرعية دائمة على المحاكم العسكرية لمكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير المطلعة أن ظهور التحالف الثلاثي بين موسكو وبكين وإسلام أباد جاء لمضاهاة الشراكة الأميركية الهندية التي سعت لاستبدال باكستان بالهند في أفغانستان، وفشل المساعي القائمة لعزل باكستان إقليميا ودوليا.