لازال الشارع الرياضي ينتظر إجابات شافية حول العديد من الأسئلة والإتهامات المتبادلة بين أعضاء سابقين في اتحاد القدم وبعض لجانه والتي تنتهي فترته غدا السبت، ضد أداء الاتحاد، حيث سبق أن حرك هؤلاء الأعضاء المياه الراكدة داخل الاتحاد ووجدوا تجاوبا كبيرا من الشارع الرياضي بين مؤيد ومعارض، إلا أن حالة الصمت التي اتبعها الاتحاد لازال اللغز الذي ينتظر إلى إجابات منذ ما يزيد عن العامين، ومن المتوقع أن يغادر الاتحاد الحالي الواجهة دون الوصول إلى إجابات واضحة وشفافة.




التدخل في عمل المنتخب

كان أول هذه الملفات سخونة هو الظهور الفضائي لرئيس لجنة المنتخبات السابق عبدالرزاق أبو داود الذي قدم إستقالته من الإشراف على المنتخبات السعودية نهاية عام 2014 بسبب ما أسماه " الأجواء غير الصحية، وتدخلات البعض في شؤون إدارات المنتخبات بطرق ملتوية " ، وعلى الرغم من الإثارة التي واكبت هذا التصريح الذي وصف حينها بالشجاع إلا أن اتحاد القدم التزم الصمت خلال الـ48 ساعة التي أعقبت التصريح ما فتح باب الجدل في الشارع الرياضي وتوزيع الإتهامات على أكثر من شخصية رياضية ، أصدر بعدها اتحاد القدم بيانا كشف فيه أن هناك اجتماعا قادما سيجمع بعض أعضاء الاتحاد وأبو داود ومعرفة أسباب إستقالته وسيتم إطلاع الشارع الرياضي على ذلك إلا أن الإتحاد الحالي لم يظهر أي جديد حول تلك القضية حتى الآن .


عقوبات مفروضة

بعد ما يقارب الـ6 أشهر من الظهور الفضائي لأبو داود، أحدث رئيس لجنة الإنضباط المستقيل أيضا الربيش سيناريو مشابه لحادثة رئيس لجنة المنتخبات ولكن هذه المرة مستخدما منصة التواصل الإجتماعي " تويتر" حيث غرد قائلا " أرسلت استقالتي من لجنة الإنضباط إلى رئيس الإتحاد أحمد عيد برسالة نصية على أن أقدمها رسميا كاشفا أسبابها في وقت لاحق" .

انقسم الشارع الرياضي بعد تلك التغريدة إلى قسمين فهناك من يتهم ميوله النصراوية أنها خلف استقالته لعدم رضاه عن معاقبة لاعبي النصر الثلاثي محمد عيد وحسن الراهب وحسين عبدالغني وهناك من اتهم لوبيا هلاليا داخل لجان الإتحاد هو الذي كان خلف استقالة الربيش وتهميش أدواره كرئيس لجنة قضائية ، ليظهر بعد ذلك الربيش عبرعدة تغريدات وساق عددا من الإتهامات ضد امين عام الاتحاد السعودي أحمد الخميس وأنه يريد التدخل في فرض عقوبات معينه على لاعبي النصر بعد أحداث نهائي كأس الملك الشهيرة التي كسبها الهلال بركلات الترجيح أمام غريمه التقليدي النصر ، وتوعد حينها إتحاد القدم بمقاضاة الربيش حول اتهاته وانتظرها الشارع الرياضي إلا أنها إختفت تلك الزوبعة الإعلامية بعد بيان اتحاد القدم.







إسقاط الانضباط

سادت حالت من الهدوء داخل أروقة الاتحاد حتى بداية العام 2016 ، حيث اختلفت وجهات النظر ووصلت لحد الخلاف والتهديد بتجميد أنشطة اتحاد القدم من رئيس لجنة الإنضباط السابق خالد البابطين بسبب تدخل الأول في قرارات اللجنة وهو ماعتبره مخالفة صريحة للنظام وأن اللجان القضائية تحظى في الاتحادات العالمية بحصانة كاملة في سيناريو مشابه لحديث رئيس اللجنة السابق الربيش .

خلاف البابطين مع اتحاد القدم كان بسبب إصدار لجنة الإنضباط قرارا قبل ساعات من لقاء الاتحاد والأهلي بإيقاف لاعبي الفريقين أحمد عسيري ومحمد أمان قبل أن يتدخل اتحاد القدم، ويلغي العقوبة ويشرك اللاعبين في المباراة مما أحرج البابطين أمام الرأي العام وبدأ في كشف ما أسماها تدخلات في عمله ورفضه الإستمرار وتقديم استقالته.




قرارات مطبوخة

واصل اتحاد القدم تلقيه للضربات المتتالية من منسوبيه حيث ظهر عضو المجلس سلمان القريني تلفزيونيا في مطلع فبراير ، كاشفا ان قرارات مجلس الإدارة تأتي مطبوخة على حد وصفه، وأن مجلس الإدارة لم يتبقى له إلا تنفيذها كما هي ، نافيا في الوقت ذاته معرفته بمن طبخ تلك القرارات، ووصف اتحاد القدم بالضعيف ولا يستطيع أن يقاوم قوة الضغط التي تأتيه ، تصريحات القريني واجهها الشارع بنوع من الرفض، معتبرا تلك الأحاديث شجاعة في الوقت الضائع، وفي آخر سنة من عمر الاتحاد، وبالتالي يجب أن تمضي مثل تلك التصريحات حتى نهاية فترته ، وتعامل اتحاد القدم بنفس الهدوء ولم يعقب على حديث القريني بالنفي أو الإثبات.




عمل خفي

اختتم عضو اتحاد القدم " الموقوف" عبداللطيف بخاري مسلسل الإتهامات بتغريدة كانت الأقوى إثارة في مواقع التواصل والقنوات الفضائية، حيث غرد قائلا" الهلال يُمتعني جداً في لعبه وجدير بالبطولة، ولكني أشم هناك عمل خفي وترتيبات دنيئة مبكرة لتمكينه ببطولة الدوري دعونا نستمتع بدوري نزيه وممتع" .

تغريدة البخاري التي وصلت إلى الترند في موقع "تويتر" وتسابقت القنوات التلفزيونية للتواصل معه والتاكد من أن حسابه ليس مخترقا ، إلا أن المفاجأة الصادمة هو تأكيده أنه هو من كتبها ومقتنع بمعناها الذي يقصده هو وليس مافهمه الشارع الرياضي بأكمله.

أحدثت تغريدة البخاري الذي يعتبر من أقوى الأسماء داخل الإتحاد إرباكا كبيرا لعمل الإتحاد وقوته او ضعفه وسهولة تمرير القرارات عليه وتتويج ناد معين ببطولة قد لايستحقها، وبادر الإتحاد بالتأسف عن ما كتبه بخاري، وأن الإتحاد قرر التحقيق معه وإصدار قرار عاجل بعد سماع أقواله، وكانت هذه الحادثة الوحيد التي ظهرت عقوبتها واضحة أمام الجميع حيث تم معاقبته بالإيقاف لمدة عام وغرامة مالية 300 ألف ريال.