طالب عضو الهيئة العالمية للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية محمد بن موسى الشريف بتشكيل لجنة موسعة من جميع الدول الإسلامية لتعقب التراث الإسلامي القديم واسترجاعه ونشره بأسرع وسائل الإعلام المرئي لأهميته ككنز إسلامي مدفون، معتبراً أن التاريخ الحديث للمسلمين لا يزال رهين محبسين، هما (رفوف مكتبات الدول الغربية - والترجمة) وهو ينتظر الإفراج عنه. 


عزلة عن العالم

أوضح الشريف في محاضرة نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي أول من أمس تحت عنوان "معالم ووقفات من التاريخ الحديث"، أن السواد الأعظم من التاريخ الإسلامي وسير عظماء المسلمين الذين قادوا العالم في زمانهم لا يزال حبيس الرفوف بوثائق كتبت بغير الحروف العربية، ونحن بحاجة إليه في زمن ربط الإسلام بسطوة السيف والرق والإرهاب والتخلف، معتبراً أن التاريخ الحديث يبدأ بالحملة الفرنسية على مصر عام 1799، لأن الولايات العربية كانت في عزلة عما يجري في العالم، مستشهدا بسيرة أحدة قادة البحر الأتراك، والذي سطرت سيرته بالوثائق العثمانية القديمة ومكاتب الدول الغربية الذي اشترك في شبابه مع عمه في نجدة مسلمي الأندلس، حيث قاموا بإنقاذ مئات الآلاف من المسلمين -ومن اليهود من المذابح هناك، وقام برسم خريطة العالم. مرجعا ضعف كتابة التاريخ الإسلامي الحديث وإسقاط قادة العالم الإسلامي والمكتشفين والمبدعين منه، وعدم ضمهم لقادة وعظماء العالم، إلى ضعف الدول الإسلامية، واختلاط كتب التاريخ السياسية والاجتماعية، وزاد الأمر سوءا حبس الوثائق والتاريخ المكتوب وعدم الاهتمام به.




مليونا وثيقة

أشار المحاضر إلى أن هناك أكثر من مليوني وثيقة عن الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة، موجودة حتى اليوم في الخزائن العثمانية كتبت بلغات غير عربية، ما أخرج وترجم منها ألف فقط، وبقيت باقي الوثائق دون ترجمة ونشر حتى اليوم، في إهمال لتدوين التاريخ الإسلامي الحديث، موضحا أن مقبرة البقيع تحتفظ بالمدينة المنورة بأجساد عدد كبير من عظماء المسلمين الذين نقلوا لها بعد وفاتهم من كافة بلاد العالم، منهم من أوصى أن يدفن بها، ومنها ما نقل تكريما لمقامه ومكانته القيادية، غير أن سيرهم بكل أسف دفنت معهم دون أن تسطر وتخلد للأجيال.





مناهج لقادة العصر

طالب الشريف بتخصيص مناهج دراسية تحوي صوراً من سيرة القادة المسلمين في التاريخ الحديث، مستعرضاً عددا من أسماء قادة ومناضلين لا يعرف الجيل الحالي عنهم شيئاً، بسبب ما وصفه بالعقوق والإهمال بتراثنا الإسلامي الحديث، وقال إن آلافا من الرجال والقادة والمكتشفين طواهم النسيان وبقوا في معزل عن الإعلام، يعتبرون من صناع التاريخ، وكان لهم يد التغيير والتأثير في بلدانهم من بينهم محمد عبدالكريم الخطابي، وأحمد عرفان الشهيد، والداعية عبدالرشيد إبراهيم، وسعيد الكردي، والإمام شامل الداغستاني وعثمان بن فودي. ومنهم أيضا الجغرافي والرحالة "بيري رئيس"، وهو محارب في القرن السادس عشر للعالم، (-1465 1554م)، ويعتبر المكتشف الحقيقي للقارة الأميركية، إذ تبين وجود تطابق مدهش بين ما رسمه وبين الخرائط التي سجلتها وصورتها الأقمار الصناعية لهذا الساحل، قبل الاكتشاف المعروف لكولومبس بسنوات، وهو المكتشف الحقيقي للقارة الأميركية.


شخصيات كرتونية

طالب الباحث أن يربى الجيل الجديد على سير صناع التاريخ في عالمنا الإسلامي الحديث، وأن تجسد سيرهم بأفلام كرتونية للصغار، ليعرفوا تاريخهم، معتبراً أن أفلاما كرتونية صُنعت عن "عروج بربوس"، لقيت اهتماما من الصغار وخلدت سيرهم، بفلم كرتوني يحكي سيرة "عروج"، وهو قائد مسلم اشتهر هو وأخوه خيرالدين بجهادهما البحري في شمال إفريقيا وسواحل البحر المتوسط إبان القرن العاشر الهجري، تاركا بعد وفاته إرثاً كبيراً تمثل في إنشاء دولة قوية استمرت زهاء ثلاثة قرون، وأصبحت الجزائر بعد وفاته ولاية عثمانية، وأصبح أخوه الأصغر وخليفته خيرالدين والياً عليها من قبل الدولة العثمانية.