بعد إعلان سلطنة عمان أخيرا انضمامها إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، أكد مراقبون أن انضمام عمان جاء في مرحلة مهمة وحرجة تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، مشيرين إلى أن النظرة الاستشرافية والحكيمة للقيادة العمانية، هي من قطعت كل محاولات المساس بمنظومة دول الخليج والعمق العربي.


وجاء التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلن عنه في الرابع عشر من ديسمبر من العام الماضي، انطلاقا من أحكام اتفاقية التعاون الإسلامي، ليؤكد على ضرورة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأهدافه ومسبباته، الذي مازال ينخر في جسد الأمتين العربية والإسلامية، ويحول أبناءهما إلى أوراق محروقة لتنفيذ أطماع وأهداف لقوى إقليمية ودولية.


قطع المآرب المشبوهة

كانت 35 دولة قد أعلنت مشاركتها في التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده المملكة، للعمل على تطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم جهود مكافحة الإرهاب.

وكانت مسقط قد أكدت عقب إعلان التحالف على ترحيبها بالخطوة السعودية وتأسيس التحالف الإسلامي العسكري، لكن دون المشاركة فيه، حيث صرح وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، آنذاك، بأن النظام الأساسي المعمول به في السلطنة، ينص على أن القوات المسلحة العمانية يحظر عليها المشاركة في أي عمليات خارج نطاق مجلس التعاون الخليجي.

وبعد تصريحات الخارجية العمانية، بدأت بعض الجهات المشبوهة في بث روح الكراهية والفرقة تجاه أبناء دول الخليج العربي، وانساقت وراءها جهات خارجية تريد إشعال الفتنة والتفرقة لتمرير مشاريعها المشبوهة، لكن العلاقات الخليجية تفوقت وبقيت روح الوحدة والتعاون هي الهدف الأوحد بينها.





ضرورة الاتحاد

وأكد محللون وخبراء، أن أحداث المنطقة التي تمر بها دول الخليج العربي خاصة والأمتان العربية والإسلامية عامة، تحتم عليها إعلان الوحدة فيما بينها، لمواجهة التنظيمات المتطرفة فكريا وعسكريا، ونزع الأفكار التكفيرية الظلامية التي تريد أن تعود بالعالم إلى عصور الجاهلية.

وأشارت تقارير إعلامية، إلى أن اختيار السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد لهذا التوقيت وإعلان الانضمام إلى التحالف العسكري الإسلامي، يأتي من خلال حرص السلطنة على قطع كل الأيادي المشبوهة الممتدة التي تريد أن تعصف بالمنطقة بأسرها، وهي البلد التي طالما انتهجت نهج السلام وحرصت على توحيد وجهات النظر ومقاربتها بين دول الخليج العربي خاصة والعرب عموما، فيما ستكون خطوة انضمامها إلى التحالف العسكري الإسلامي، قفزة مهمة في القضاء على الإرهاب الإقليمي والعالمي بكل أشكاله.


مسقط تقدر الدور السعودي

أصدرت وزارة الخارجية العمانية، أمس، بيانا ذكرت فيه أن سلطنة عمان قررت الانضمام إلى التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، في سياق الفهم المشترك للدول الإسلامية، وعلى وجه الخصوص دور وقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق التي يسودها العنف الإرهابي المسلح.

وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العمانية "إن سلطنة عمان ستبذل، وكما كانت على الدوام، كل الجهود مع الأشقاء والأصدقاء لتوفير بيئة إقليمية يسودها الأمن والسلام في هذه المرحلة التي يتوجب تعاون كل الأطراف لتحقيقها".

وكان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تلقى رسالة من الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان، بدر بن سعيد البوسعيدي، تتضمن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. وقد ثمن الأمير محمد بن سلمان هذا الموقف، وأعرب عن تقديره للقيادة في سلطنة عمان على دعم جهود المملكة في قيادة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.