أكد الرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف، أن هناك 3 معوقات تحول دون مكافحة الفساد في المملكة، الأول عدم التشهير بالمفسدين، والثاني عدم تزويد الهيئة بالأحكام الصادرة من الجهات القضائية ضد الفاسدين لمتابعتها، مشيرا إلى أن الهيئة لا تعلم عن الأحكام الصادرة شيئا، وأخيرا عدم وجود شروط جزائية على الجهات التي تماطل وترفض تزويد الهيئة بما تطلبه من معلومات وتتجاهل الرد على استفساراتها.


 المؤسس أول من كافح الفساد

قال الشريف في الندوة التي أقامتها جامعة الطائف أمس بعنوان "قصة النزاهة في المملكة" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد "إن الفساد لا وطن له بل موجود في جميع الدول، حيث تم تصنيف الفساد إلى 100 درجة، ثلث دول العالم لم تحقق أقل من 50% من النسبة".

وأضاف الشريف أن المملكة لم تكن في أي وقت من عصورها خالية من الفساد، وكان أول من طبق مكافحة الفساد هو الملك عبدالعزيز، إذ كان هناك صندوق للشكايات يملك مفتاحه الملك فقط في عام 1347.


 الفساد قديما وحديثا

عدد الشريف أنواعا من الفساد قديما وحديثا، مشيرا إلى أن الواسطة واستغلال المنصب الوظيفي من أقدم أنواع الفساد، وأضيف لها اليوم التلاعب في المناقصات الحكومية وتقديرات نزع الملكية، مشيرا إلى أن الهيئة وجدت تلاعبا كبيرا في هذا الجانب وتقديرات مبالغ فيها.  وقال "إن الفاسد بطبيعته خفي لا يظهر نفسه، فكشف الفساد من أصعب الأمور وكان للمواطن دور بارز في كشف بعض حالات الفساد، ومن خلال العمل في الهيئة وجدنا أن الفساد يبدأ صغيرا ثم يكبر، ويبدأ بالأدوات المكتبية مرور بالسيارات الرسمية إلى المهمات ونحوها، ولكن هناك فساد أكبر وهي الواسطة فهي التي تستخدم الوجاهة المجتمعية لاستخدام حق لا يستحقه الشخص".





 ثقافة الفساد وفساد المثقف

تحت عنوان "ثقافة الفساد وفساد المثقف"، قال المشارك الثاني في الندوة رئيس قسم الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر البراق "إن المثقف يفترض أن يكون نزيها، المثقف الحقيقي هو من ينحاز إلى قضايا المجتمع، مثال ذلك قضية النزاهة في المجتمع فهي لا تغرس في المجتمع إلا بمشاركة جهات أخرى"، لافتا إلى أن المثقف يعول عليه الكثير ويحمل مسؤوليات كبيرة.

وأضاف فالمثقف يجب أن يقف مع المصالح في المجتمع، ويفترض في المثقف أن يكون نزيها فيدعم النزاهة بخطاب نزيه يؤصل قيمها والتدريب على الأخلاق المهنية ودعم الصحافة الاستقصائية ودعم الأعمال الفنية والأدبية التي من النادر أن يتطرق لها، مشيرا إلى أن هيئة الفساد في المملكة بآليتها تجاوزت العديد مما تقوم بها هيئات في الدول العربية من حيث قوتها في البحث في قضية الفساد.


 أولى الفعاليات

ندوة "قصة النزاهة في المملكة" هي أولى فعاليات برنامج "الجامعة القدوة" الذي أطلقته الجامعة استجابةً لمبادرة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بإطلاق مشروع "كيف نكون قدوة" الذي يندرج ضمن إستراتيجية المنطقة في جانب بناء الإنسان، وتشارك فيه مختلف القطاعات الحكومية في المنطقة.

وقال مدير الجامعة الدكتور حسام زمان في كلمة له في افتتاح الندوة إن الجامعة أطلقت البرنامج من محورين الأول جامعة الطائف المؤسسة التعليمية القدوة، والثاني إعادة تقديم الرموز كقدوة.