فيما اتفقت تركيا وروسيا على مقترح لوقف إطلاق نار شامل سيعرض على أطراف الأزمة في سورية، ويستثني التنظيمات الإرهابية، قال وزير الخارجية التركي مولود أوغلو، أمس، إن أي عملية انتقال نحو السلام بسورية في ظل بقاء الأسد ستكون "مستحيلة"، إذ إن المعارضة السورية لن تقبله. ونقلت مصادر إعلامية أن تركيا وروسيا اتفقتا على مقترح لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار وإجلاء السكان في مدينة حلب، ليشمل عموم الأراضي السورية، وسيتم عرضه على أطراف الأزمة. وحسب المصادر فإن المقترح المذكور يهدف إلى تطبيق وقف إطلاق النار في جميع مناطق الاشتباكات بين النظام السوري والميليشيات الموالية له، من جهة، والمعارضة من جهة أخرى. وبحسب المصادر ذاتها، فإن أنقرة وموسكو ستبذلان جهودا حثيثة لإدخال وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليلة أمس، بحيث يستثني التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أنه في حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام السوري والمعارضة في "أستانة" عاصمة كازاخستان برعاية روسية تركية.
اجتماع الأستانة
يهدف اجتماع أستانة إلى وقف شامل لإطلاق النار، يستثني تنظيمي داعش وجبهة النصرة، والإقرار بأنه لا حل عسكريا في سورية، وأن الحل السياسي ترعاه كل من روسيا وتركيا، إضافة إلى تطبيق القرار 2254. وتأتي مشاركة أنقرة في هذه المحادثات بعد اعتراف روسيا لأول مرة بشرعية فصائل عسكرية معارضة كانت ترفضها، في مقابل أن تكون تركيا طرفا رئيسيا في هذه المحادثات. إلا أن التغير في موقف موسكو لم يرض طهران ونظام الأسد، خاصة أن بعض الجماعات التي اعترفت بها روسيا كانت مصنّفة على أنها جماعات إرهابية. كما تريد موسكو مشاركة الأكراد في الحوار، فيما ترفض تركيا ذلك، وتطالب بأن تكون المشاركة ضمن وفد النظام. كما تحاول موسكو استثناء الهيئة التفاوضية العليا، وأنقرة تطالب بحضورها.
إيران وإفشال المفاوضات
أكدت المعارضة السورية أن مباحثاتها مع الجانب الروسي في أنقرة تتمحور حول وقف شامل لإطلاق النار في عموم البلاد، محذرة من محاولات إيران إفشالها، من خلال الاستمرار في التصعيد، ودفع المليشيات التابعة لها لشن هجمات على مناطق مدنية في ريف دمشق، ومنها وادي بردى. وتشن قوات النظام، وحزب الله، منذ الخميس الماضي، حملة على عشر قرى تسيطر عليها المعارضة في منطقة وادي بردى، شمال غربي دمشق، ولكن فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة في الوادي تتصدى لتلك الهجمات، وكبدت المعتدين خسائر فادحة. من ناحية ثانية ، لقي 22 شخصا مصرعهم ، بينهم عشرة أطفال، جراء قصف جوي نفذته طائرات حربية على قرية الحجنة التابعة لبلدة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور.
مباحثات أنقرة
قالت مصادر إن روسيا وتركيا تسعيان إلى ترجمة إعلان موسكو على الأرض، حيث تستضيف العاصمة التركية أنقرة اليوم اجتماعا روسيا تركيا إلى جانب فصائل ثورية، لبحث وقف شامل لإطلاق النار في سورية. وبحسب المصادر فإن هذه الاجتماعات تأتي تمهيدا للمشاركة في مفاوضات أستانة المرتقبة.
استهداف السفارة الروسية
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن السفارة الروسية في العاصمة السورية دمشق تعرضت للقصف مرتين مساء أمس، ووصفت ذلك بأنه استفزاز يهدف إلى إحباط التسوية السلمية في هذا البلد.
وأضافت، أن قذيفة أصابت ساحة داخل مجمع السفارة بينما سقطت أخرى قرب البعثة الدبلوماسية. وتعمل فرق إزالة الألغام في المنطقة التي تعرضت للقصف.