مفارقة مضحكة: منذ تأسيس وزارة الإسكان تعثرت مشاريع الإسكان في السعودية!

أنا لا أمزح.. هي الحقيقة وسجلوها على مسؤوليتي.. كانت الأمور قبل تأسيس الوزارة تسير بصورة جيدة.. هناك آلية محددة، ووقت معلوم، وطريق واضح، لتحقيق أحلامك بامتلاك منزل!

كان الناس يصطفون أمام البلديات للحصول على قطعة أرض، ثم يتجهون إلى طابور آخر أمام صندوق التنمية العقارية للحصول على قرض سكني.. المواطن الطيب يعرف حجم المبلغ، يعلم متى يأتيه الدور.. بل إنني أتذكر أن هناك من يبدأ البناء قبل استلام الدفعة الأولى؛ ثقةً بأن المواعيد دقيقة!

بالضبط: لم يكن السكن مشكلة كبيرة في السعودية حتى تأسست وزارة الإسكان!

ساءت الأمور.. تعقدت المسألة، تم تعطيل صندوق التنمية العقارية.. تم إيقاف توزيع الأراضي السكنية، نقلت من البلديات للإسكان، أشغل الناس بالتصريحات والوعود والتنظير والمؤتمرات..

ومع ذلك لم أكن شخصيًا أتوقع أنها ستسوء بهذه السرعة.. وصلت الأمور إلى القول إن مساحة 125 مترا كافية لبناء سكن للأسرة السعودية!

واللافت أن مستشاري الوزارة والكتاب المحسوبين عليها لا يجدون مشكلة في ابتكار وتوليد الأعذار من بطن المشكلة، حتى لو وصل الأمر بهم إلى اتهام الناس بالجهل وعدم معرفتهم كيف تدار الأمور!

المساحة تقلصت، وليت الوزارة أشركت المواطن في رسم مخطط 125 مترا.. ربما تصلهم اقتراحات طريفة من الناس!

التقيت وزير الإسكان الحالي مرتين، بدعوة منه، وللأمانة فالرجل مستمع جيد، ويُظهر لمحاوره مرونة كبيرة.. قلت له: الفرصة أمامك لتنجز وتكتب اسمك في التاريخ.. ويبدو أنه سيكتب اسمه بالفعل لكن ليس بالطريقة التي كنا نتمناها له.

وعلى أي حال فلن أكون مستغربا لو قرأت اقتراحا جديدا لوزارة الإسكان بجدوى السكن في بيوت الشعر والخيام، ولا مانع من تصنيفها كمنتجات عقارية غير مكلفة، وهي على أي حال ليست بحاجة لقرض معجل، وتستطيع بناءها في الحي الذي ترغب!