فيما أبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، رئيس بلاده، فلاديمير بوتين، بقرب التوصل لاتفاق بشأن وقف شامل لإطلاق النار في سورية، قال التلفزيون السوري التابع لنظام بشار الأسد إن مقاتلي المعارضة قصفوا مدينة حلب أمس مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وذلك بعد يوم من الانسحاب الكامل للمقاتلين المعارضين من آخر جيب كانوا يسيطرون عليه في المدينة.

 وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حوالي 10 قذائف أُطلقت على حي الحمدانية بجنوب غرب حلب، فيما بث التلفزيون التابع للنظام لقطات من منطقة الأنصاري تظهر فيها شوارع خالية ومبان سكنية دمرتها الضربات الجوية.

 كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قد قال إن وقف إطلاق النار على مستوى سورية سيبحث في محادثات أستانة في يناير، فيما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بأن روسيا وإيران وتركيا ونظام بشار الأسد، وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانة عاصمة كازاخستان، سعياً لحل الصراع في سورية.

 


 خلافات حادة

رأت تقارير أن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بشأن توجهات روسيا للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها، تأكيدا لتوجهات موسكو إلى استخدام هذا "التفاهم" الثلاثي الذي لا يعني أي شيء سوى مجرد محاولة يرتبط تحقيقها بعوامل كثيرة قيد خلافات حادة. وكان رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم قد أعلن أن المباحثات مع روسيا وإيران توصلت إلى "تفاهم" لوقف إطلاق النار في سورية، مشيرا إلى أن الأطراف تمكنت من التوصل إلى "تفاهم"، ولكنه لم يتحدث عن أي مدى زمني أو نطاقات جغرافية، كما أنه لم يتحدث عن أي مشاركة لنظام الأسد. بينما تلتزم إيران الصمت، لأنه على ما يبدو أن الطرفين الروسي والتركي يواصلان تهميشها بدرجة أو بأخرى.

وحسب التقارير فقد كاد المؤتمر الصحفي الذي عقده وزراء خارجية الدول الثلاث في موسكو عقب انتهاء المفاوضات، أن يفشل بسبب الخلاف الواضح بين وزيري خارجية تركيا وإيران حول وضع تنظيم "حزب الله" اللبناني الذي تشارك ميليشياته في المعارك بسورية، ودعوة أنقرة لضمه إلى قائمة التنظيمات التي يجب استثناؤها من نظام وقف إطلاق النار في حال تحقيقه أو تنفيذه.

وقال المراقبون إن التفاهمات الثلاثية مجرد نقله سياسية من جانب روسيا، ورسالة موجهة إلى الغرب، تفيد بأن موسكو يمكنها الاستغناء عن تعاون الولايات المتحدة والمضي قدما في حال صممت واشنطن على عدم التعاون مع موسكو في سورية.

 


 مصير الأسد

 في ردها على تساؤلات سياسية وإعلامية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المباحثات الثلاثية التي جرت في موسكو بين وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران لا تتضمن أي جدول أعمال سري، مشيرة إلى أن مصير بشار الأسد غير مطروح في هذه المباحثات الثلاثية.

 وقال خبراء إنه من الواضح أن مصير الأسد كان غير حاضر في "التفاهمات الثلاثية" على الرغم من أن روسيا حاولت قدر الإمكان توجيه الأمور في اتجاه إشراك نظام دمشق بشكل مباشر في عمليات الإجلاء، أو وضع "اسم النظام السوري" في تلك التفاهمات. بل وألمح دبلوماسيون روس إلى أن موسكو حاولت طرح أن تتم عمليات الإجلاء وتوسيع وقف إطلاق النار بالتشاور مع نظام الأسد، ولكن يبدو أن هذا الأمر لقي معارضة من جانب تركيا، مما أدى بشكل أو بآخر إلى استبعاده، ولو بشكل مؤقت. في إشارة واضحة إلى أن الأمور لن تستقيم إلا بتحديد مصير الأسد.