خلصت أكاديميتان متخصصتان في التربية ورياض الأطفال، إلى وضع 9 تفضيلات جمالية للقصص والكتب المصورة عند الأطفال، وقدرتهم على انتقاء الكتب من خلال الحكم على أغلفتها المصورة، بهدف جذب الأطفال للكتاب، وبالتالي إلى القراءة والكتابة، مشددتين على ضرورة رفع شعار "لا للكتب القبيحة"، لأن فيها ضررا بالأطفال جراء حملهم على تصفح كتب تجعل من القراءة مهمة كئيبة، وتؤدي إلى عزوف القراء الصغار.   وأوضحت عضوتا هيئة التدريس في قسم رياض الأطفال بكلية التربية في جامعة الملك فيصل الدكتورة نادية الجديدي، والدكتورة داليا عبدالواحد، في دراسة بحثية حديثة، حملت عنوان: "تفضيلات أطفال الروضة الجمالية للكتب المصورة.. اختيار الكتاب من خلال صورة الغلاف"، إلى أن التفضيلات تشمل الألوان والقصص والصورة المرئية.

 


الرسوم المجسمة

أشارت الباحثتان إلى أنهما أجريتا الدراسة على عينة من أطفال الروضة من الفئات العمرية (6-3) أعوام، وهم أطفال المستوى الأول والثاني والثالث رياض أطفال، وبلغ حجم العينة 297 طفلا وطفلة، وتمت ملاحظة طبيعة تلك التفضيلات الجمالية للكتب المصورة عن طريق ملاحظة الأطفال لأغلفة الكتب، واختيار ما يحلو لهم من خلال الإطلاع على مجموعة منتقاة من الكتب المصورة، وجاءت نتائج الدراسة أن الأطفال يفضلون القصص ذات الألوان البراقة والبارزة التي يمكنهم تحسسها، وينجذبون إلى الأغلفة ذات الألوان القوية، التي تحوي موقفا تمثيليا، وكذلك التي تتضمن صورا مألوفة، وجميع الأطفال يفضلون الكتب ذات الرسوم المجسمة سواء المجردة أو التمثيلية، مع التأكيد على مراعاة المتعاملين مع الأطفال أن يكون الكتاب خبرة جمالية بقدر ما هو خبرة فكرية، كما يجب السماح للأطفال بالحصول على مجموعة متنوعة من الكتب الجمالية المفضلة لهم وليست المفضلة للكبار.

 


تأثير الغلاف

أضافت الباحثتان أن غلاف الكتاب أو القصة مثير للاهتمام، إذا كان الكتاب لا يزال غير مفتوح، ومغلفا، فما يوجد بداخله غير مهم الآن، وهذه المعلومة ليست قاصرة على الأطفال فقط بل الكبار أيضا، فالكثير يقارن بين أغلفة الكتب، فلا يجب أن نلوم الأطفال بقول "لا تحكم على القصة من الغلاف"، فالغلاف بالنسبة للطفل هو البوابة الجذابة لما بالداخل، وهو الطريق لجذب الطفل لثقافة القراءة والكتابة، موضحتين أنه كلما كانت تلك الرسوم أو الصور جذابة ومعبرة، فسيستمر التعلق بالكتاب، ويطلب مشاركة الكبار لحل شفرات ورموز الكلام الموجود على الصفحات لاحقا، وهنا يمكننا تثقيف وتنوير الطفل وتعليمه من خلال الصورة قبل الكلمة، فأكثر ما نريده من الكتاب، أن نجعل الطفل متحمسا حول موضوعه، ولا يمكنه التخلي عنه أبدا.

وذكرتا أن الصور هي مركز الفنون البصرية، فمن خلال تعلم الفنون البصرية، سيطور الأطفال فهمهم للسياقات الشخصية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، التي تعبر عنها الصورة، والتي يتم إبداعها، ويتضمن تعلم الفنون البصرية تطور الصور الذهنية للأطفال، وعمليات التصميم، إذ إن الفنون البصرية يمكن أن تكون وسيلة للتعبير، مثيرة للمناقشات ومحفزة لها، ويمكن أن توجه وتعزز الأفكار، والمعتقدات الجديدة، كما يمكنها تعزيز التواصل، والمساعدة على فهم العالم.

وقالتا إن الدراسات المتخصصة أثبتت أن الثقافة البصرية أصبحت مهمة جدا في عالمنا المرئي، والعديد من برامج القراءة والكتابة تتضمن إكساب الأطفال مهارات للتمكن من فك شفرة الصورة المرئية، باعتبارها واحدة من معايير القراءة والكتابة، إذ إن الإنسان لديه 30 ضعفا من الأعصاب البصرية، إذا ما قورنت بالسمعية، كما أن 30% من قشرة الدماغ تختص بالمعالجة البصرية. كما أن القدرة على الفهم تتأثر بشكل كبير بتأثيرات الصورة المرئية.

 





9

تفضيلات لكتب الأطفال

 


1- الألوان المشرقة واللامعة، الفضي والذهبي من أبرزها

2- الأعمال الفنية ذات الألوان شديدة التشبع، والكثافة اللونية، والمتناقضة الألوان

3- يبتعد الأطفال عن الأعمال الفنية المرعبة والمخيفة

4- يختار الأطفال جماليا بناء على ما هو معروف وما يحبون، وطبيعة شعورهم نحو العمل الفني الذي يشاهدونه

5- يفضل الأطفال الألوان الزاهية، جنبا إلى جنب مع الموضوعات التي تشمل حيوانات وأطفالا وأشخاصا مألوفين لديهم

6- يفضل الأطفال العمل الفني المتضمن الكثير من المهارات الإبداعية مثل القصص والكتب المجسمة

7- تفضيلات الأطفال الجمالية تميل إلى التغيير بتقدم العمر

8- يفضل الأطفال القصص كبيرة الحجم، المتضمنة عنصر التجسيم والحركة

9- قدرة الأطفال على الفهم تتأثر بشكل كبير بتأثيرات الصورة المرئية، ونوع وحجم الخط المكتوبة به كلمات القصة أو الكتاب