كنا مجموعة كبيرة من أساتذة جامعتي، وقبل عدة سنوات، في دورة إدارية عن دعم القرار وآلية التغيير، عندما دخل إلينا أستاذ علم الإدارة وعضو مجلس الشورى، الأخ الدكتور عبدالرحمن هيجان حاملاً في يده "علاقة" الملابس الاعتيادية ثم بدأ السؤال: كم يمكن لنا تطويع هذا السلك الحديدي البسيط ثم نستخدمه في استعمالات متعددة مختلفة في منازلنا وقصص حياتنا اليومية؟ ويومها لا زلت أتذكر كم ضحكنا مع أستاذ الإدارة العامة الضخم وهو يقول لنا إننا بفطرة "الجبلي" القروي حطمنا كل أرقام مناحي استخدامات هذه "العلاقة"، التي استطاع رصدها، وهو يعطي ذات المثال في جامعات مختلفة. أضفنا من الابتكارات ما صنعه خيال أحد الزملاء عن استخدام هذا السلك الصلب في حياته الزوجية، وهذا لا يمكن كتابته هنا لأن السبب غير التلقائي البدهي سيتبادر فوراً إلى الأذهان.
تذكرت مثال البروفسور، عبدالرحمن هيجان، وما تلاه يومها من نقاش علمي واسع دام لأكثر من ساعتين عندما استمعت ما قبل البارحة إلى حوار أحد أصحاب الفضيلة القضاة مع ناشط لحقوق الإنسان، حول الانتهاكات المادية والمعنوية للزوجة، مما رصده الاثنان في حياتهما المهنية الطويلة. أهوال فوق بعضها البعض، وستبدو استخدامات "علاقة" الهيجان بجوارها بسيطة وثانوية. ستشعر بانفصال جلدك عن جسدك حين تسمع من فضيلة القاضي قصة المجرم الذي استخدم زوجته بالإكراه لسنين طويلة لنقل المخدرات ما بين مدينتين متباعدتين مع سائق آسيوي لا يعلم أن المرأة الوحيدة في المقعد الخلفي تخبئ تحت عباءتها أكيالاً من الهيروين في استغلال لاحترام نقاط الأمن للأنثى من التفتيش. وعندما وصل أكبر أولادها إلى المرحلة المتوسطة، استغنى هذا المجرم عن السائق ليقوم الابن مكرها بذات الدور وفي لحظة قرار، ترجلت المرأة أمام نقطة تفتيش وفضحت كل شيء. وكما يقول صاحب الفضيلة: حين أدركت أن فلذة كبدها على ذات طريق أبيه دون أن يعلم، وبدأ الخوف الفطري من أم على الابن. خذ من خيالات استخدام الزوجة قصة أخرى من لسان الناشط الحقوقي وهو يروي قصة أم لجأت إلى جمعية حقوق الإنسان هاربة من زوج كان يجبرها على العمل مضيفة في صوالين الأفراح، وأنا أبداً لا أعترض على عمل شريف. لكن الدهشة تكمن في أن هذه الزوجة جاءت إلى الجمعية بعد أن استطاعت أن تحصل على كشف حساب بنكي لزوجها وفيه من "الكاش" السائل ما يزيد عن مئتي مليون ريال. يضيف هذا الناشط: من أول قراءة لاسمه لم نكن في حاجة لمعرفة اسمه العريض كتاجر عقار، ولكن وللصدمة كنا نريد أن نعرف أنه هو، بشمحه ولحمه، زوج هذه المرأة بالفعل. ومثل الأم في القصة الأولى، لجأت المرأة الثانية إلى جمعية حقوق الإنسان حين بدأ الأب بإجبار ابنته الكبرى بترك الدراسة للعمل مع والدتها في قصور الأفراح، وكان الأب يشترط على الاثنتين رقما مالياً محدداً نهاية كل حفلة. قصة العذاب تكمن، كما يرويها الناشط من لسان هذه المرأة، في الطريقة التي تصل بها إلى هذه القصور لإخفاء كل أثر ورابط قد يكشف أنها زوجته.