لو كانت ريم النهاري على قيد الحياة الآن، لكانت في التاسعة والعشرين ربيعاً، وربما كانت زوجة، وربما كان لديها طفل أو طفلان، لكن عزاءنا جميعاً أنها بين يدي الله ورحمته.

ريم النهاري لمن لا يعرفها هي المعلمة التي قضت في حريق مدرسة أهلية في جدة يوم 19 نوفمبر 2011 بعد أن أنقذت تلميذاتها.

للتذكير نتج عن الحريق وفاة ثلاث معلمات، ريم النهاري وسوزان الخالدي وغدير كتوعة. وإصابة 48 طالبة ومعلمة، وعدد من موظفات وموظفي المدرسة.

بعد أربع سنوات ماذا حدث لكل أطراف القضية الطالبات اللواتي أشعلن الحريق، المدرسة التي لم توفر أسباب السلامة وإدارة التعليم التي لم تتابع وضع المدرسة وسلامة إجراءاتها لحفظ أرواح الطالبات إذا حدث أمر مثل ما حدث.

لقد وجهت القضية كلها لتتم إدانة المراهقات، وهن طالبات في المرحلة المتوسطة بالقتل الخطأ، ولم تتضمن لائحة الاتهام أي شخص آخر.

في بيانات إدارة تعليم جدة في ذلك الوقت ظهر رفضهم للاعتراف بالتقصير، وأنهم لم يردهم أي تنبيه بخصوص قصور في إجراءات السلامة، وأن المدرسة كانت على استعداد تام لمواجهة الحريق، لكنهم لم يفسروا لأحد كيف لحريق بسيط مثل هذا أن يقتل ريم وزميلاتها ويصيب كل هؤلاء إذا كانت الإجراءات سليمة، مما يدفعنا إلى القول هل معاييركم للإجراءات السليمة كانت بالأصل لا تفي بالسلامة من أي حريق، وأنها مجرد إجراءات شكلية سقطت مباشرة، ومعها ثلاثة أرواح وعشرات الإصابات.

 هل مازالت المدرسة مفتوحة؟ أين ذهب مدير التعليم المكلف؟ هل تم إيفاده إلى خارج المملكة كتكريم مبطن، أين ذهبت المشرفات على المدرسة؟ هل تم قبول طلب بعضهن للتقاعد المبكر دون أن يتم التحقيق معهن ومعه على الأقل لتحمل جزء صغير من الذنب؟

 لا يمكن أن تتم تبرئة المدرسة وإدارة التعليم من الإهمال، لكن في وزارة التعليم لا يعد الإهمال خطأ أو ذنبا يعاقب صاحبه حتى لو استغلته خمس مراهقات غير راشدات ومات فيه ثلاث شابات.