أشارت مصادر إعلامية إلى استمرار عمليات إجلاء المدنيين من مدينة حلب، مؤكدة أن الميليشيات المرتبطة بإيران أحجمت عن عرقلة تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين المعارضة وإيران وروسيا، لاسيما بعد تهديد الأخيرة بقصف أي جهة تعرقل تنفيذ الاتفاق. وأضافت المصادر أن عدة آلاف من المدنيين تمكنوا من مغادرة المدينة المحاصرة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، خروج أولى الدفعات من الحافلات الخمسين التي دخلت أحياء حلب الشرقية، عبر معبر العامرية الراموسة، إلى منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي، مشيرا إلى خروج عدد كبير من الحافلات تحمل آلاف المقاتلين وعائلاتهم.

وتابع المرصد، قائلا إنه بدخول الخمسين حافلة، صباح أمس، يرتفع إجمالي الحافلات التي أجلت المدنيين من الأحياء الشرقية منذ ليل أول أمس إلى أكثر من 115 حافلة، نقلت وستنقل نحو 6500 شخص من المسلحين وعائلاتهم نحو ريف المدينة الغربي، فيما تستمر التحضيرات لانطلاق الحافلات من بلدتي كفريا والفوعة إلى ريف إدلب الشرقي، مؤكدا أنه في حال استمرار عمليات النقل، فإنه من المنتظر أن تنتهي عملية نقل المحاصرين من الأحياء الشرقية إلى الريف الغربي للمدينة. ولفت المرصد إلى أن إجمالي عدد الذين تم إجلاؤهم من أحياء حلب الشرقية منذ بدء تطبيق الاتفاق الروسي التركي وصل إلى نحو 13 ألف شخص من ضمنهم أربعة آلاف مقاتل من الفصائل المسلحة.


إساءات وإهانات

أكدت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن المدنيين الذين تم إجلاؤهم من المناطق المحاصرة في أحياء حلب الشرقية، ينتظرهم مصير أسود، بالاعتقال أو التصفية على أيدي قوات الأسد.

وأضافت نقلا عن شهود عيان قولهم إن عمليات الإجلاء التي يقوم بها النظام وحلفاؤه لا تعتبر عمليات إخراج، وإنما هي عمليات تشريد جماعي، بينما المدنيون الذي قرروا البقاء تحت القصف والحصار، أجبروا في النهاية على الخروج من مساكنهم وينتظرهم مصير مجهول على أيدي قوات النظام. ووصف أحد النازحين من الأحياء الشرقية، كيفية تعامل جنود الأسد وميليشيات إيران معهم، حيث يوجهون إليهم السباب والشتم، ويبصقون عليهم أثناء مرورهم، فضلا عن الأهازيج والرقص في الشوارع والتغني بالانتصار. وأوضحت الصحيفة نقلا عن أحد الأطباء المحليين، أن هنالك نحو 50 ألف شخص ما زالوا يقبعون تحت الحصار في تلك الأحياء، في وقت خرجت فيه جميع المستشفيات عن الخدمة، وانعدمت مقومات الحياة الأساسية فيها.

 


تقدم في الرقة

أفادت مصادر عسكرية ميدانية، سقوط عدة قرى كانت تتبع لتنظيم داعش في مدينة الرقة السورية، على أيدي مقاتلين أكراد ينتمون إلى قوات سورية الديمقراطية. ويمثل هذا التقدم جزءً من الحملة العسكرية المدعومة غربيا لدحر مقاتلي التنظيم المتطرف من آخر معقل لهم في البلاد. وتقدمت الفصائل الكردية المسلحة إلى مسافة نحو 50 كيلو مترا شمال وغرب مدينة الرقة، بعد تقدم ميداني حققته في جبهة أخرى بمسافة 30 كيلو مترا من المدينة.

وقتل على إثر المعارك المحتدمة ثلاثة مقاتلين أكراد، على أيدي المتطرفين، إثر سيطرتهم على خمس قرى أخرى تتبع للمدينة، في وقت يشهد فيه هذا التنظيم المتشدد تراجعا كبيرا في المنطقة وتحديدا في مدينة الموصل العراقية، فضلا عن دحر آخر عناصره من مدينة سرت الليبية مؤخرا.