في مؤشر فسره مراقبون على أنه تأكيد لتفشي الخلافات بين روسيا وإيران، حول تطورات حلب، أعلنت موسكو تصميمها على تنفيذ اتفاق إجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة، وهددت بقصف أي جهة تحول دون تنفيذ الاتفاق، كما تعهدت بعدم التعرض لقوافل المدنيين، ضمن اتفاق جديد تم التوصل إليه يقضي بدخول قافلة إجلاء للمدنيين من الفوعة وكفريا، ومضايا والزبداني.

وأشارت مصادر إلى أن موسكو أعربت عن انزعاجها واستيائها من اعتداء الميليشيات الإيرانية على قوافل النازحين.

بدورها وجهت فصائل معارضة اتهاما للميليشيات الإيرانية بأنها السبب وراء تعطيل تنفيذ اتفاق الإجلاء، مشيرة إلى أن الاتفاق الجديد يشترط عدم استكمال إخلاء الفوعة وكفريا قبل خروج المحاصرين من أحياء حلب الشرقية، فيما تقوم غرفة عمليات روسية تركية بمراقبة تنفيذ الاتفاق.


تعنت إيراني

أكدت مصادر محلية أن القيادي في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال سيد جواد، هو الذي يقف وراء احتجاز نحو 800 مدني من المحاصرين في شرق حلب، قبل إعادتهم إلى الأحياء المحاصرة بعد سلب أموالهم وأمتعتهم. في حين أكدت مصادر ميدانية مطلعة، أن ميليشيا حزب الله اللبناني قامت بقتل 14 مدنيا كانوا يتجهون في قوافل إجلاء من الأحياء الشرقية، بعد طرد عناصر الهلال الأحمر المرافقين لهم، وفتح النار عشوائيا على المدنيين.

واتهمت المصادر مسلحين تابعين لإيران بتعطيل تنفيذ اتفاق الإجلاء من حلب لحين مغادرة المطلوب إجلاؤهم من بلدتي كفريا والفوعة إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام. وأكد رئيس الجناح السياسي لجبهة أحرار الشام المعارضة، منير السيال، أن الميليشيات تشدد على السماح بخروج المدنيين من قريتي الفوعة وكفريا، قبل السماح باستئناف عمليات إجلاء سكان حلب.  وأضاف "روسيا فشلت في ضبط الميلشيات الطائفية في حلب لإتمام الاتفاق وعليها الالتزام بتعهداتها. وإلى الآن تنتهز إيران وأدواتها الطائفية الحالة الإنسانية لأهلنا في حلب المحاصرة، وتمنع خروج المدنيين من حلب حتى يتم إجلاء مجموعاتهم من الفوعة وكفريا".


شكوك وارتياب

كشفت مصادر ميدانية أن تجهيزات حثيثة تجري لإكمال إجلاء المدنيين من حلب خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن عدد الذين سيخرجون يبلغ 60 ألفاً من حلب، مقابل 4 آلاف جريح ومريض ومسن وطفل وامرأة من الفوعة وكفريا. إضافة إلى 1500 مدني ومقاتل من مضايا الواقعة في ريف دمشق. وأضافت المصادر أن 50 حافلة تنتظر التعليمات عند معبر الراموسة لتباشر تنفيذ الاتفاق ونقل الناس من شرق حلب. فيما تأكد وصول ما يقارب 30 حافلة إلى الفوعة وكفريا. وشكَّكت المصادر في احتمال اكتمال تنفيذ الاتفاق، بسبب استمرار الخلافات حول أرقام الذين سيتم إخراجهم، حيث إنها تتغير باستمرار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه لم تدخل حتى الآن أي حافلة إلى كفريا والفوعة، على الرغم من تحرك 29 حافلة من مدينة حلب، من أصل 126 حافلة كان من المقرر توجهها إلى البلدتين.