قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن خطاب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامانثا باور الأخير، والذي تحدثت فيه عن مجازر النظام السوري وحلفائه كان مقنعا بسبب فداحة المجازر التي ترتكب من قبل قوات الأسد المدعومة روسيا وإيرانيا، والذين أكملوا قوتهم الخانقة على ما تبقى من أجزاء سيطرة المعارضة المسلحة في شرق حلب، لافتة إلى أن واقعة حلب ستمتد لأجيال متعددة، وسيندم عليها العالم لعدم إيقافها على غرار مذبحة سربرنيتسا ورواندا.
وأضافت "إنه بدلا من التلميحات الدبلوماسية التي عادة ما تستخدم في مجلس الأمن، قامت باور باتهام سورية وروسيا وإيران بشكل صريح بأنهم هم السبب في تضييق الخناق على عشرات الآلاف من المدنيين، مستغربة من عدم خجل تلك الدول من أنفسها".
سياسة النأي بالنفس
أكدت الصحيفة أنه على الرغم من الانتقادات اللاذعة التي تلقاها أوباما وإدارته خلال فترة حكمه، بأن سياسته الخارجية ضعيفة جدا أو أنه افتقر إليها بالكلية، إلا أنه التزم بمبدأ واحد وهو أن أميركا قد تدخلت في شؤون الشرق الأوسط بما فيه الكفاية، وحان الوقت لأن تخرج نفسها من تلك الورطات، مشيرة إلى أنه عقب الفوضى التي حدثت في العراق بعد الغزو الأميركي، ارتأت أميركا أن تترك دول المنطقة لتحل مشكلاتها وأزماتها بنفسها، وأن تتوقف عن لوم الآخرين لعدم اتباع سياسات مصالحها.
تقرير المصير
أبانت الصحيفة أنه مع اندلاع فتيل الأزمة السورية، بدأت أميركا بالتفكير حول سياسة المراقبة من الخلف، خصوصا بعدما رأت الأخيرة ومعها بريطانيا أنهما متورطتان في جرائم حرب بالعراق، وأنهما يجب أن تبدآن بالتفكير بمنطقية، في وقت رأى فيه مراقبون أن قرار أوباما سحب القوات العسكرية من العراق في عام 2011، لم يكن فقط لتقليل أعداد العسكريين، وإنما لإعطاء إشارة للدولة العراقية، بأنها يجب أن تقف على قدميها وحدها.
ورأت الصحيفة أن منهجية أوباما تزامنت مع الثورات التي جدت في المنطقة العربية، وهي سابقة في تاريخ المنطقة، حيث إن الأزمات التي جدت فيها أصبحت فوق ما كان يحلم به الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، فيما كان عام 2016، عام اليأس من أية تحركات أجنبية في المنطقة العربية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه تزامنا مع رحيل أوباما، فإنه سيترك الشرق الأوسط في أسوأ حالة، إلا أنه قد يعتبر من أهم الشخصيات التاريخية التي ساعدت العرب على أن يقرروا مصيرهم وحدهم، وهي فلسلفة تتطابق مع المثل البريطاني الذي يقول "لا تحاول أن تقوم بالكثير بنفسك"، في وقت لم يتمكن فيه العرب ولا الغرب من فعل شيء بشكل مقبول.