قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تداعيات الكشف عن اختراق روسيا المزعوم لحسابات البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة، للتأثير في نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي، لا تزال تحظى بتغطية إعلامية واسعة. مشيرة إلى اتساع الخلافات بين ترمب ونواب حزبه الجمهوري، حول عدد من القضايا الداخلية، منها ما يمس الأمن القومي، وهو ما يشير إلى أن الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ربما يعارض بعض البنود في أجندة ترمب.
وقالت الصحيفة "رغم أن ترمب يحظى بدعم قوي للعديد من أركان حزبه، فإن أعضاء بارزين في الكونجرس جاهروا بمعارضتهم آراءه بشأن روسيا وتدخلها في الانتخابات الأميركية. كما أبدوا تحفظاتهم تجاه العديد من خطوات يعتزم ترمب إجراءها بحق الشركات التجارية، وألمحوا إلى أن ذلك ربما يصب في صالح أعماله التجارية، لاسيما أنه أشار إلى نيته اتخاذ إجراءات صارمة بحق بعض الشركات مثل تهديده بفرض تعرفة عالية على التي تنقل وظائفها خارج البلاد".
رفض اختيارات ترمب
من نقاط الخلاف الجديدة بين الرئيس الجديد وأقطاب حزبه اختياره للرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، ركس تيلرسون ليكون وزير الخارجية المقبل، ويتحفظ نواب الحزب حول هذا الاختيار بسبب علاقة تيلرسون بروسيا.
ومضت الصحيفة بالقول "أكبر نقاط الخلاف بين الجانبين هي رفض ترمب تقريرا للاستخبارات الأميركية، اتهم عملاء روس باختراق الحسابات الإلكترونية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومؤسسات سياسية أخرى. حيث استخف بالتقرير، وقالت نيويورك تايمز إن اثنين من كبار الحزب الجمهوري أبديا دعمهما للتحقيقات الجارية بشأن هجمات إلكترونية روسية مزعومة للتأثير في الانتخابات الأميركية، الأمر الذي ينذر بمواجهة محتملة مع الرئيس المنتخب في أيامه الأولى في منصبه الجديد.
الموقف من روسيا
نقلت الصحيفة عن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش مكونيل، قوله "أي اختراق لإجراءات أمننا الإلكتروني أمر مقلق، وأدين بشدة أية محاولات من هذا القبيل". ويؤيد مكونيل نتائج التحقيق الذي أجرته الاستخبارات الأميركية بأن موسكو تدخلت في الانتخابات. مؤكدا ثقته في أجهزة الاستخبارات، خصوصا وكالة سي آي أي التي وصفها بأنها "تغص بوطنيين ينكرون ذواتهم، وكثيرون منهم يخاطرون بحياتهم من أجل الشعب الأميركي".
كما أبدى رئيس مجلس النواب، بول ريان، تأييده للتحقيق المستمر الذي يجريه رئيس لجنة الاستخبارات النائب ديفين نونيز، وقال "أي تدخل من روسيا يعد قضية إشكالية، لأنها تحت حكم بوتين دولة معتدية تعمل باطراد على تقويض المصالح الأميركية".