أكد أستاذ العقيدة المشارك، رئيس إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل الدكتور أحمد الرضيمان، أن الذهاب لأماكن الصراع بحجة الجهاد ونصرة إخواننا المسلمين بدون إذن ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خطأ شرعي، لأن الجهاد موكول لولي الأمر، كما يقول ابن قدامة في المغني، بل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (الإمام جُنَّة يقاتل من ورائه). وأضاف أن ذهاب الشباب إلى أماكن الصراعات يجعلهم فريسة في أيدي استخبارات وقيادات معادية، تعيدهم إلى بلادنا بالتفجير والتكفير. جاء ذلك خلال لقائه طلاب ثانوية المضيح شرقي حائل أمس.
السقوط في الضلال
تضمن اللقاء أسئلة كثيرة، وُجهت للدكتور الرضيمان، منها سؤال يقول "إذا رأيت أحدا من أقاربي أو أصدقائي يراسل تنظيم داعش، فسكت، فهل على إثم؟ وأجاب الرضيمان بقوله: بسكوتك هذا تسيء إلى قريبك أو صديقك، وتسيء إلى المسلمين كذلك، كيف تراه متجها إلى واد سحيق من الضلال، وأنت قادر على أن تكون سببا في إنقاذه، ورده إلى جادة الصواب، ثم لا تفعل، أرأيت لو رأيته معرضا للسقوط في بئر، ألا تنبهه، فإن لم يستجب تبلغ من يمنعه من السقوط، أم أنك تسكت ليسقط؟ من البديهي أنك لن تدعه يسقط مهما كلف الأمر، لأن هذا هو مقتضى الأخوة الإسلامية، فكيف إذًا تتركه يسقط في هاوية الضلال؟ إن تركه يسير إلى فرق الضلال كداعش أشد خطرا، لأنه يهلك نفسه وغيره، ولأنه يموت على عقيدة فاسدة وهي عقيدة الخوارج، بينما من يسقط في بئر ضرره على نفسه، ولم يفعل ذلك عن سوء اعتقاد.
الجهاد بإذن ولي الأمر
ثم داخل أحد الأساتذة قائلا: ما دورنا فيما يقع للمسلمين في سورية؟ فأجاب الدكتور الرضيمان: دورنا امتثال قول الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)، وما نستطيعه هو الدعاء لإخواننا المسلمين بالنصر والتأييد. أما الذهاب لأماكن الصراع بحجة الجهاد ونصرة إخواننا المسلمين بدون إذن إمامنا الملك سلمان، فهذا خطأ شرعي، لأن الجهاد موكول لولي الأمر.
قتل الكفار
ردا على سؤال آخر حول من يستدل على قتل الآباء والأمهات والمجتمع الكافر، بما فعله إبراهيم عليه السلام، ومفاصلته قومه، وأنه أبدى لهم العداوة والبغضاء، قال الرضيمان: أولا نحن لا نسلم بقوله مجتمع كافر، ولهذا ينبغي أولا مناقشته في هذه الجزئية (التكفير) التي يقولها على أنها مسلَّمة، مع أنه قد لا يكون يعرف شروط التكفير وأحكامه، وهذا هو موطن الإشكال في نظري، يبتدعون قولا باطلا، ثم يجعلونه أصلا يحاكمون إليه، فما بُني على باطل فهو باطل، فليذكر لنا شبهته في التكفير ونحن نجيب عنها إن شاء الله، أما إلقاء الأحكام جزافا، وتكفير المجتمع، فهذا سبيل الضالين، ثانيا استدلاله بقصة إبراهيم دليل عليه وليس له، لأن إبراهيم لم يقتل أباه، وإنما خاطبه بأدب. وأما قوله أنه أبدى العداوة لقومه، لما كانوا على الكفر، فهذا صحيح، لكن قومنا ليسوا على الكفر، وإنما هم أهل الإسلام، ثم إن عداوة الكفار لا تعني الاعتداء عليهم وظلمهم.