عبدالرحمن بصيص



أعداء هذا الوطن الغالي يتفانون ويجتهدون للتخطيط ضده ولا يألون جهدا ولا مالا في سبيل ذلك، ولكن بفضل من الله، هناك أسرار في تركيبة الشعب السعودي تؤرق الكثير من الأعداء.

يستهدفون أقدس بقعة على الأرض، وتنتهك حرمة بيوت الله ويغدر برجال الأمن والمواطنين والمقيمين في تحديات عديدة تواجه الوطن تستهدف أمنه وقيادته وشعبه، وبأسف شديد أن بعضا من أبناء وطني يشاركون بقصد أو بدون قصد أعداء الوطن بحملاتهم وتجيشهم ضد وطنهم وقيادته. يؤسفني أن البعض يتحدث من منطلق الوطنية عن الرواتب والاقتصاد والبطالة والإسكان ويشغل الرأي العام ومواقع التواصل بقضايا هامشية، ويتجاهل بأن الوطن يخوض حروبا عدة في الداخل والخارج، تؤمن جميع حدوده، فالاقتصاد والمال لا قيمة لهما إذا انعدم (الأمن) الركيزة الأساسية لأي نهضة واقتصاد. كما أننا لسنا بالحالة التي نضطر إلى الانشغال الساذج، فلله الحمد وضعنا الاقتصادي بخير، وكل الإجراءات التي تم اتخاذها لمصلحة الوطن ومستقبله الاقتصادي قوية، ويدعم كل ذلك تكاتف المواطنين مع قيادتهم في سبيل تحقيق ذلك. مؤسف يا أبناء وطني أن حسابات عدوكم تدعمونها بآلاف الرتويتات والنشر وتنجرون خلف الإشاعات وكأنه لا عقول لكم.

لا تقل مواطن صالح وأنت تتسابق في مشاركة العدو في حملاته الإعلامية ضد الوطن ودعم حساباتهم الوهمية. نحن في حرب على جميع الجبهات داخليا وخارجيا حرب شرسة وأفظعها وأشدها الحرب الإعلامية، والبعض منا يصبح ويمسي لا هم له سوى الانتقاد والهجوم والإشاعات. لا أنكر أن هناك قضايا تريد علاجا ولكن الوقت حساس جدا والمخاطر ليست بالحماقة التي يتصورها البعض رغم وضوح الصورة للجميع.

 يا أبناء الوطن الحذر الحذر، فالعدو يمارس علينا حربا نفسية مسعورة، حيث يتلبس بلباسنا ويتسمى بأسمائنا ويكتب في مواقع بلدنا، فلا تكونوا بتلك السهولة التي يتمكن بها من اختراق وطنكم وجعلكم أداة تنهش في الوطن. في هذه المرحلة مطلوب من الجميع أعلى درجات الوعي فلسنا بحرب عسكرية، فحسب، بل حرب إعلامية وسياسية واقتصادية، والمواطن الصالح حقا هو الذي يستشعر مسؤوليته ويتصدى لهذه الحملات الشرسة. سائلا الله العلي القدير قيوم السماوات والأرض أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، ويوفق ولاة أمورنا لخدمة الوطن والإيمان، وأن يحفظ بلادنا.