حكمت المحكمة الجزائية في جدة على مقيم من جنسية عربية، ابتزته فتاة قاصر، وادعت أنه خطفها، بالسجن 5 أشهر والجلد 50 جلدة، ورفضت إيقاع حد الحرابة والذي طالب به الادعاء العام، بعد أن تبين لناظر القضية أن المقيم تربطه بعائلة الفتاة صلة قرابة، وأنها خرجت معه بإرادتها، دون تخطيط منه، وعدم وجود دليل على واقعة الاختطاف.
بلاغ فاعل خير
قال مصدر لـ "الوطن" إن "القضية بدأت عندما تلقت شرطة جدة بلاغا من فاعل خير بوجود فتاة داخل سيارة أجرة، وبمباشرة الواقعة زعمت الفتاة اختطافها من قبل الشخص المعروف لعائلتها، وأنه قام بإركابها سيارته ، وحاول التحرش بها داخل أحد المطاعم في جدة".
وأضاف "الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عاما، ادعت خلال التحقيق وجود علاقة محرمة بينها وبين المتهم، وهو طليق شقيقتها، وباستمرار التحقيقات تراجعت عن ذلك، واعترفت أنها خرجت مع طليق شقيقتها بعد تنسيق اللقاء، وأكد ذلك ورود مكالمات منها إلى المدعى عليه".
كذب واقعة الاختطاف
أوضح المصدر أن "المتهم نفى في التحقيقات وجود علاقة بينه وبين الفتاة، وأكد أنه خرج معها بناء على طلبها للتفاهم حول موضوع أختها، إذ أسفر التحقيق عن ثبوت كذب القاصر حول وقوع محاولة الاختطاف".
وأشار إلى أن "محكمة جدة، ولعدم وجود سوابق على المدعى عليه، حكمت عليه بالسجن 5 أشهر والجلد 50 جلدة".
فتاة تبتز شابا
قال المحامي والمستشار القانوني نايف المنسي، إن "هذه إحدى قضايا الابتزاز، إذ تستغل بعض الفتيات حرص المجتمع على عفتها في ابتزاز الشباب، وقد تقيم علاقة غير شرعية مع شاب أو ترغب في ذلك، وعندما لا تسير الأمور على النحو الذي خططت له، تدعي أن الشاب اعتدى عليها أو خطفها للهرب من غضب ذويها، وللحفاظ على سمعتها، وكذلك تجنب الملاحقة القانونية".
وأضاف، "النظام المتبع في المملكة والمستمد من الشريعة الإسلامية يمنع وجود علاقات محرمة خارج إطار الزواج الشرعي، ومن هنا ستكون الفتاة في هذه الحالة معرضة للعقاب لقاء قيامها بإقامة علاقة محرمة، ولذا قد تلجأ بعض الفتيات إلى ادعاء الخطف".
وأوضح المنسي أن "القواعد الشرعية تدعو إلى الستر في الأمور الأخلاقية، وتقديم مبدأ حسن الظن عملا بقول الله تعالى: "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"، إلا أن هذا الستر لا ينبغي أن يمنع من معاقبة الفتاة إذا ثبت عليها الادعاء الباطل، ومحاولة الإيقاع بالآخرين إعمالا بمبدأ المساواة".