تمكن باحثون من إيجاد أول علاج للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز عديم الطعم والرائحة، ينبعث من المحركات والسخّانات والمدافئ، ويتسبب في دخول أكثر من 50 ألف أميركي إلى غرف الطوارئ سنويا، كما يتسبب في مقتل حوالي 500 كل عام، وذلك بتصنيع مادة تقاوم هذا الغاز.
الجلوبين العصبي
أوضحت دراسة - نشرت هذا الأسبوع في المجلة الطبيةScience Translational Medicine واستعرضتها sciencemag - "أن الباحثين توصلوا إلى مادة يمكنها مقاومة أول أكسيد الكربون وهي الجلوبين العصبي، وهي مادة بروتينية تكون عادة موجودة في الدماغ والشبكية، وهي تحمي الخلايا من الإصابة عن طريق دمج الأكسجين وأحادي أكسيد النيتروجين، بحيث يصبح الهدف الآخر لها هو القضاء على أول أكسيد الكربون".
كان فريق الدراسة بقيادة طبيب الرعاية المركزة في بيتسبرغ مارك غلادوين في بادئ الأمر يدرسون وظيفة الجلوبين العصبي، عندما لاحظوا "أن جزيئات الجلوبين العصبي دائما وغالبا تحتوي على أول أكسيد الكربون، وهو نتاج طبيعي لتحلل الهيموجلوبين".
وذكر فريق الدراسة أن "المجموعة صنعت جلوبين عصبي مشابه، ولكنه يحتوي على أول أكسيد الكربون بـ50 ضعفا، وأكثر ارتباطا بالهيموجلوبين، حيث تبين أن إعطاء كمية من هذا الجلوبين المطور في غضون 5 دقائق أمكن إنقاذ 87% من الفئران".
تجربة ناجحة
أوضح التقرير أن "عالم الطب الحيوي بجامعة بيتسبرغ في بنسيلفانيا لينغ وانغ، وضع فأرا تحت غطاء كيميائي وخدره ثم جعله تحت المراقبة، وأغلق الغطاء، ثم ضغط زر يعمل على تزويده بـ3% من أول أكسيد الكربون، وهو تركيز عالي جدا قد يتسبب في مقتل معظم البشر بصورة مباشرة، وبعد 4.5 دقائق انخفض ضغط دم الفأر بشكل سريع، وأصبحت نبضات قلبه غير منتظمة، وبعد ذلك زوده عن طريق أنبوب في الوريد بجزء من مادة الجلوبين العصبي التي تم تطويرها في المختبر، وبعد عدة لحظات بدأ ضغط دم الفأر بالارتفاع والتعافي، وبذلك تم التوصل لأول علاج معروف لتسمم أول أكسيد الكربون".
وأضاف أن "فريق الدراسة يعمل حاليا على استكشاف المزيد عن فاعلية وسلامة الجلوبين العصبي في الفئران، والثديات الأكبر حجما، ليتمكن في النهاية من استخدامه مع المرضى".