بحكم أننا مجتمع شرقي علاقاته الاجتماعية قوية ومتينة، فهذا يؤثر على كل تفاصيل حياتنا. وهو أمر له إيجابياته وله أيضا سلبياته. لن أتحدث عن الإيجابيات لأنها معلومة عند الجميع، وسأقتصر في حديثي على بعض السلبيات. من أبرز السلبيات أنك تحمل هما وأعباء فوق طاقتك وتتعدى محيط عائلتك القريبة، وأعني بها والدك ووالدتك وإخوتك وزوجتك وأبناءك. رغم أن هذا شعور نبيل، ولكنه بطريقة أو بأخرى يؤثر سلبا على نفسيتك. فهذا مديون، وهذه تم اكتشاف سرطان خطير في جسدها، وآخر لم يحصل على وظيفة، وأخرى توفيت بحادث ولديها أطفال. غالبا أنت تريد المساعدة وأحيانا كثيرة لا تستطيع، فأنت أيضا لديك مسؤوليات والتزامات تجاه نفسك وتجاه من تعولهم، وعندما لا تستطيع أن تقدم شيئا للآخرين يأتي التأثير السلبي وتشعر بتأنيب الضمير. المشكلة أنك لا تستطيع التحكم بعواطفك ولا تستطيع إيقاف الشعور بالذنب والتخاذل تجاه هؤلاء. حتى في المناسبات الجميلة تجد أن علاقاتنا الاجتماعية القوية تأخذ حيزا كبيرا من وقتك، وإذا لم تستسلم لها فستكون في موقف حرج أمام المجتمع. ستكتشف أنك معهم في مأزق سواء في أحزانهم أو في أفراحهم، وهم أيضا في مأزق معك سواء في أحزانك أو في أفراحك، ويعانون معك نفس معاناتك معهم. فهم يحزنون لحزنك ويفرحون لفرحك كما تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم. المهم ألا نقيد تلك المشاعر ونربطها بالظاهر، فعدم حضور صديقي أو أحد أقاربي لمناسبة جميلة احتفلت بها لا يعني أنه لا يهتم بأمري! كل ما في الأمر أنه توقيت غير مناسب.