في تصعيد جديد للإرهاب في مصر وبعد يومين فقط من حادثي تفجير بمنطقة الهرم بالجيزة، ومحافظة كفرالشيخ، استيقظ المصريون صباح أمس على حادث تفجير مروع استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ما أدى لمقتل 25 قبطياً وإصابة 49 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بعدما زرع مجهولون قنبلة داخل قاعة الصلاة في الكنيسة أثناء أداء "قداس الأحد".

وأكدت مصادر أمنية أن عبوة ناسفة تزن 12 كجم استخدمت في التفجير، كاشفة أن العبوة الناسفة كانت في القاعة المخصصة للنساء ويرجح أنها دخلت للقاعة بواسطة حقيبة نسائية، فيما قال شاهد عيان "كنا نستعد للقداس عندما وقع التفجير"، مضيفا أن "التفجير هز المكان بالكامل والغبار غطى القاعة"، مضيفا "خرجت وسط الصراخ بينما سقط إناس كثيرون على الأرض".


تفريغ كاميرات المراقبة

وجه وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، عقب وصوله موقع الحادث بسرعة تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة لبيان وتحديد هوية الجناة وكيفية دخول القنبلة والمتفجرات للكنيسة.

وقالت وزارة الصحة المصرية في بيان مقتضب أنه تم الدفع بــ14 سيارة إسعاف في محيط انفجار كنيسة العباسية، لنقل المصابين وجثث الضحايا إلى المستشفيات، كما وجهت وزارة الدفاع بعلاج المصابين في حادث الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في مستشفيات القوات المسلحة.

وكانت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة تلقت بلاغاً يفيد بوقوع انفجار بمنطقة العباسية، وعلى الفور انتقل مدير أمن القاهرة ومدير الحماية المدنية وقوات المفرقعات إلى مكان البلاغ للفحص، كما كلف النائب العام المستشار نبيل صادق نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق في الحادث.


نساء الإخوان

فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، تباينت ردود أفعال الخبراء الأمنيين حول هوية منفذي الهجوم الذي استهدف أمس الكنيسة البطرسية، وقال الخبير الأمني اللواء رفعت عبد الحميد أنه "مهما اختلفت المسميات، فإن الإخوان وراء الهجوم، حيث بدأت الجماعة اللجوء إلى تنفيذ استراتيجية الذئاب المنفردة، مشيرا إلى أن الإرهابيين بدأوا التخلي عن استخدام مادة "تي إن تي" واللجوء إلى استخدام مواد أخرى أقل في الكمية وأكثر في التأثير والأضرار، وأنهم بدأوا في استخدام مادة "سي 4" ذات الفاعلية الكبيرة، والتي تستخدم في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف اللواء رفعت عبد الحميد أن "الحديث عن تورط سيدة في زرع القنبلة الإرهابية يؤكد أن دور المرأة بات أخطر من الرجل في تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية كالتفجيرات أو الاغتيالات وتجهيز وتنفيذ العديد من الخطط.





3 أيام حداد

دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الانفجار الذي وقع أمس ووصف الهجوم بأنه عمل إرهابي.

 جاء ذلك في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن الرئاسة أعلنت الحداد ثلاثة أيام ابتداء من أمس.

 كما دان الأزهر في بيان "التفجير الإرهابي" مضيفا أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء عملان إجراميان يخالفان تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان، وأكد البيان تضامن الأزهر الكامل مع الكنيسة المصرية ذات المواقف الوطنية في مواجهة هذا الاستهداف الإرهابي.


بصمات داعش

أشار الخبير الأمني العميد محمود قطري إلى أن "شباب الإخوان وراء الحادث، وأن هذا جاء نتيجة الانقسامات التي ضربت بشدة الجماعة خلال الفترة الأخيرة،" لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد اندماجاً بين شباب الإخوان والعائدين من داعش والذي بدأوا التسلل إلى مصر في ظل الضربات العسكرية القوية التي يتعرضون لها في العراق وسورية.

كما قال وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، إن "التفجيرات تحمل بصمات داعش، مؤكدا أنه لا يمكن فصل ما تقوم به داعش عما يقوم به التنظيم الدولي للإخوان، والذي بدأ يعاني أيضاً من عزلة دولية.