حسنا فعلت إدارة جامعة الأميرة نورة في تصديها لمحاسبة بعض منسوبي الجامعة من الأكاديميين والأكاديميات، ممن شاركوا في وسم (#هوليودي_بجامعة_نورة) على موقع "تويتر"، إذ تضمن كثيرا من التغريدات المسيئة للجامعة، خاصة أن المعارضين يعلمون سلفا أن العرض المسرحي المزمع إقامته منتصف ديسمبر القادم بمشاركة نجم من "هوليوود" وبعض الفنانين العرب لا يدخل ضمن نشاطات الجامعة، وأن الجامعة قامت فقط بتأجير قاعة المؤتمرات لإحدى المؤسسات الخاصة.

حقيقة لا أعلم هذا الاستياء، هل هو من العرض المسرحي أم من الممثل الهوليوودي؟

أحد المغردين يقول: "نستضيف ممثلا من هوليوود وأطفال سورية يقتلون". ولا أعلم ما العلاقة في ذلك؟ ولكن إذا أردنا أن نذكر ما فعله نجوم "هوليوود" إنسانيا فإليك ما قاموا به مؤخرا، إذ أقدموا على التبرع بنصف مليون دولار أميركي لكثير من مناطق العالم المنكوبة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ومخيمات اللاجئين والفقراء والأيتام. أنجلينا جولي "الممثلة الهوليوودية" قامت وحدها بالتبرع إنسانيا على النحو التالي: مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان، مليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود، مليون دولار لمنظمة الطفل العالمية، مليون دولار لمنكوبي دارفور، 5 ملايين دولار لأطفال كمبوديا، مليون دولار للاجئين السوريين في الأردن وعلى الحدود التركية. "جولي" لفتت النظر في زيارتها للاجئين السوريين إلى أن عدد اللاجئين اليوم يفوق الذين شهدتهم الحرب العالمية الثانية، ثم قالت: "أعلم أنكم تقفون تحت المطر وتتساءلون: ما هذا الجنون؟ إن السيدة السورية المقعدة التي التقيتها منذ قليل بالكاد تعيش تحت سقف طبيعي في خيمة، ومن المؤكد أنها تمطر فوق رأسها الآن، ومع ذلك فإنها تبتسم ولا تتذمر". وكذلك نجمات هوليوود الأخريات مثل "ليندس يلوهان" في زيارتها المتواصلة للاجئين السوريين، و"كاتي بيري" في تبرعاتها المتواصلة للأطفال اللاجئين بدولة مدغشقر، والممثلة "ساندرا بولوك" التي تبرعت بملايين الدولارات في أعقاب كارثتي تسونامي وزلزال هايتي.

التساؤلات المطروحة: لماذا هذه التغريدات المتشددة؟! وإلى متى يستمر تشويه المفاهيم الدينية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الآخر المختلف دينيا؟ إلى متى يستمر هذا الخطاب وشغله الشاغل هو تحريم الفنون والموسيقى، وإبطال المسرح والسينما تحت دعاوى التغريب!

اليوم أصبحت كل حضارات العالم، بلا استثناء، تضع للفنون أعظم المكانة اجتماعيا. فالصين مثلا تركز قديما وحديثا على الفنون والآداب، حتى إن قادة الثورة الشيوعية الصينية كانوا ممثلين وشعراء موهوبين، إضافة إلى كونهم سياسيين.

في الواقع هناك مهام ثقيلة تنتظر هيئة الترفيه في صناعة السينما والمسرح. ولا بد هنا أن أشيد بالحضور القوي للسينما السعودية في مهرجان دبي السينمائي الذي سينعقد من 7 إلى 14 ديسمبر من خلال مشاركة 5 أفلام سعودية في مسابقة "المهر الخليجي القصير"، إذ تمثل ثلث عدد الأفلام المتنافسة في هذه المسابقة، البالغ عددها 15 فيلما من مختلف دول الخليج.