ألزمت وزارة التعليم طالبات الثانوي والمتوسط بمراجعة مكاتب الأحوال المدنية لاستخراج بطاقات هوية مدنية. وكالعادة خرج التيار الرافض لكل جديد "يولول" وينوح ويحذر من خطر البطاقة على المرأة! وأن هذا القرار جزء من مخطط ليبرالي خبيث يستهدف المجتمع كله!
ولا أعرف متى يعي هذا التيار أن كل مشاريع الرفض التي تبناها قد فشلت؟ رفضوا تعليم المرأة، والسفر للخارج، والدشوش، وجوالات الكاميرا، وعضوية المرأة في مجلس الشورى، وانتخاب المرأة في المجالس البلدية، وعمل المرأة كاشيرا في السوبرماركت، والقائمة تطول. وكل الأشياء التي رفضوها تحققت وأصبحت واقعا نعيشه الآن. ألا يستفيدون من تجاربهم السابقة؟ أي إنسان في العالم يحصل له كل هذا الفشل سيتوقف ويعيد مراجعة نفسه ويسأل: هل استمر بسياسة "رفض كل جديد" وأسبح عكس الأمواج وأكرر فشلي؟ أم أتقبل الجديد وأتصالح معه وأسخره لخدمتي؟ خاصة أن كل شيء رفضوه سابقا لا يستطيعون التخلي عنه الآن، وأصبح جزءا مهما في حياتهم.
لماذا نذهب بعيدا؟ تعالوا لآخر قرار حاربوه وأقاموا الدنيا وأقعدوها بسببه، وهو قرار تأنيث محلات الملابس النسائية. رفضوا هذا القرار بحجة الاختلاط في المحل! والآن وبعد تطبيقه أتحدى أيا من هؤلاء الرافضين يقبل بأن تشتري زوجته ملابسها الداخلية من رجل! رغم أنه كان يدافع باستماتة عن بقاء الرجال في هذه المحلات!
عزيزي الرافض لكل جديد: أنت ترفض لمجرد الرفض والمناكفة، وهذا لن يقدم ولن يؤخر، ولن يوقف توجه المجتمع الحديث الذي يرعبك، والذي تلاحظه حولك، والذي داهم حتى منزلك. فحصّن أبناءك وركز على تربيتهم وأعطهم الثقة ليتعاملوا مع المستقبل بما يرضي أخلاقنا وقيمنا، ولا تكرر نفسك في مستنقع الرفض الذي لم تخرج منه بنتيجة واحدة رغم كثرة معاركك. عدا ذلك جهز نفسك إما لخسائر وخيبات جديدة، أو لتعيش معزولا ومنزويا عن الناس وعن المجتمع وعن المستقبل.