كلما طلت علينا دورة الخليج هللنا فرحاً وسعادة بقدومها وأنها ستستمر، وهذه المرة لها طعم غير، سواء من خلال تحديات الإخوة اليمنيين لإقامتها، ولكن سرعان ما تتبدل هذه الفرحة لتشنجات وملاسنات، بعيدة كل البعد عن أجوائها السابقة التي كانت تفوح منها رائحة التحدي في المستطيل الأخضر وفي أروقة الفنادق، وهذا ما كنا نطلق عليه ملح وفاكهة الخليج.

ولكن للأسف الشديد أننا في كل دورة أصبحنا نتكلم عن ذات الأمر وهو التجنيس وكأن هذه تهمة يجب أن نرمي بها الإخوة القطريين بالذات، وإن كنا جميعاً في الواقع نعتقد أن من حق أي دولة أن تطبق أنظمتها كما يحلو لها، وبالتالي ما فائدة نقاش يدور في غرفة يجتمع فيها إخوة وأشقاء لتظهر للملأ على أساس أنها خلافات شخصية، وبالطبع نهاية هذا النقاش لن يكون فيها قاعدة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، بل سيفسد القضية برمتها.

إن كنا سنتكلم عن حرمة التجنيس فعلينا أن نذهب لأبعد من هذا كله ونجعل الخليجية للخليجيين فقط وبالتالي نستبعد كل عنصر غير خليجي، وأقصد هنا المدربين الخواجات الذين يجب وفق هؤلاء ألا يتواجدوا أيضاً في دورات الخليج ونطبق عليها خلجنة الخليجية، كما نطبق السعودة. أنا هنا لست محامياً عن الإخوة القطريين الذين لديهم وسائل دفاع أفضل مما سأفعل، ولكن يجب أن نعترف أن الحديث عن التجنيس بات أمراً لا يحمل أي جديد ولذا نطوي هذا الأمر برمته. وكذلك الحال في أستديوهات التحليل التي أصبح أغلبها مملا للغاية وبدلاً من أن نجد إعلاميين يثرون الساحة بآرائهم نجد الإنشقاقات والملاسنات والمداخلات غير المرتبة كما حدث للأسف أول من أمس في الأستديو الذي يقدمه المبدع يعقوب السعدي.