شددت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، على ضرورة مواجهة الدول التي تغذي الإرهاب في المنطقة لاستئصال جذروه، مشيرة إلى التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة بشكل عام وعلى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، داعية إلى وضع حد لتدخلاتها في كل من لبنان والعراق واليمن وسورية، وكذلك في الشأن الداخلي لدول الخليج.

جاء ذلك خلال الاجتماع المشترك الذي عقده قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع رئيسة الوزراء البريطانية، في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة صباح أمس، ضمن أعمال القمة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.

 


 الأمن المشترك

أكدت رئيسة الوزراء البريطانية على ضرورة تعزيز العلاقات الدفاعية والإنسانية والأمنية للتعامل مع الأزمات، داعية إلى إنشاء مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود، فضلا عن إقامة حوار حول الأمن المشترك لتبادل المعلومات ورصد أي مخطط إرهابي خارجي.

وأشادت بالتعاون البريطاني - السعودي المشترك في مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن المعلومات التي تلقتها بريطانيا من الجانب السعودي أدت إلى إنقاذ المئات من الأرواح من الأبرياء في بريطانيا.

 


 آفاق أرحب من التعاون

كان الاجتماع قد بدأ بكلمة ملك مملكة البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكد خلالها على تطلع دول الخليج أن تُثمِر المباحثات مع رئيسة الوزراء البريطانية عن آفاق أرحب من التعاون، نستشرف من خلالها طبيعة ومتطلبات مرحلة العمل المقبلة بين الجانبين، لنصل إلى اتفاقات وقرارات نوعية جديدة للبناء على ما تم إنجازه، عبر تبادل المرئيات والخبرات لمستويات أكثر تقدما في المجالات كافة، خاصة السياسية، والدفاعية، والأمنية، والاقتصادية، والتركيز على تطوير الشراكة بين القطاع العام والخاص، واستثمار الفرص الكبيرة والواعدة، من خلال خطة عمل محددة وواضحة تعتمد الآليات المناسبة.

كما ألقى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة أشاد فيها بعمق متانة العلاقات الخليجية البريطانية والبعد الإستراتيجي لتلك العلاقة.

 





 استهداف أوروبا

أبرزت رئيسة وزراء بريطانيا في كلمتها جملة من الخطوات التي ستبادر بريطانيا في تسريعها، ومن أهمها أمن الخليج الذي عدته من أمن بريطانيا، وقالت "إن المتطرفين الذين يتآمرون لتدبير هجمات في المنطقة لا يستهدفون الخليج فقط، بل يستهدفون أوروبا أيضا كما يشاهد على أرض الواقع، وسواء كان الذي يواجه هو إرهاب القاعدة أو بربرية داعش الدموية فإنه لا توجد دولة أشد التزاما مع دول الخليج في هذه المواجهة وهذه الحرب مثل بريطانيا، ومثال ذلك العمليات الدولية التي تنفذ ضد داعش في العراق وسورية والعمليات الجارية في الموصل التي تشهد الأيام الأخيرة لداعش".

 وحول القضية الفلسطينية، أكدت رئيسة وزراء بريطانيا حرص بلادها على إيجاد الحلول لهذه القضية، وإقامة دولة فلسطينية.

 


 زيادة التبادل التجاري

شدد  الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في كلمته، على أهمية الاجتماع الأول لقادة دول المجلس، برئيسة وزراء بريطانيا، ودور ذلك في دعم وتطوير العلاقات لما فيه الخير للجانبين، مبينا "أن التعاون الاقتصادي المشترك زاد من حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة من حوالي 9 مليارات دولار في عام 2001 إلى حوالي 30 بليون دولار في عام 2015، ويسعى الجانبان إلى الارتقاء بهذا التعاون التجاري إلى مستويات أعلى تعكس ما يتمتع به الجانبان من قدرات وإمكانات اقتصادية كبيرة".

وشدد على أن التعاون السياسي والأمني بين الجانبين الخليجي والبريطاني قائم وفاعل، بما في ذلك التعاون القائم لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وكذلك التنسيق المستمر بين الجانبين من أجل دعم الشرعية وإعادة السلام والاستقرار إلى اليمن.

إثر ذلك عقد  قادة دول مجلس التعاون، ورئيسة وزراء بريطانيا، اجتماعا مغلقا.