حينما يقول لك شخصٌ ما: يظهر لي أن عمارتك آيلة للسقوط، ومهددة بالانهيار في أي لحظة ..!

ما هي ردة فعلك.. هل ستتجاهل ما يقول؟ أم ستبدأ في الاستدارة برقبتك كـ"بندول الساعة"، وتستعين بمهندسين للشخوص إلى العمارة، وينتابك القلق أن تسقط على رؤوس السكان!

المطلوب أن تضع آلية واضحة.. حركة ليس لها علاقة بالمؤثرات.. أن تتخيل المشكلة، وتتحرك قبل وقوعها.. أن تعمل على درء وقوعها.

أمانة محافظة جدة - جدة بالمناسبة أكبر من أن يُطلق عليها محافظة - أعلنت عن وجود 929 مبنى آيلًا للسقوط في جدة، وأوصت بإزالتها!

اللافت أن هذه المعلومة المهمة توصلت إليها أمانة جدة العام الماضي.. ومع ذلك لم يتم - حسب ما تقول الأمانة - سوى إزالة 22 مبنى في جنوبي جدة و5 مبانٍ شمالي جدة، حيث تم فصل جميع الخدمات عنها وإخلاؤها من سكانها!

هذا يعني بحساب الأصابع أن هناك 902 مبنى آيل للسقوط لم تتم إزالته.. ومن الممكن - في أي لحظة، ربما أثناء كتابة هذا المقال - أن يسقط أحدها على رؤوس ساكنيه.. ويصبح خبرًا تحت بنط أحمر عريض: "عاجل.. سقوط مبنى في جدة وأنباء عن عشرات القتلى والمصابين"!

مهما كانت جهود أمانة جدة التصحيحية، ومهما تواصل العمل ليل نهار، إلا أن خبرًا واحدًا كهذا كفيلٌ بنسف كل هذه الجهود، بل وقد يطيح بقيادات الأمانة.. على الرغم من كون الحلول سهلة لمن يريد الحلول!

لديك تقرير واضح موثق يكشف عن وجود مئات المباني الآيلة للسقوط.. ولديك الصلاحية المطلقة لإزالتها فورًا.. لماذا يتم التأخير في إزالتها؟.. نحن لا نتحدث عن مبانٍ رديئة بالوسع معالجتها، نحن نتحدث عن مبانٍ آيلة للسقوط فوق الرؤوس، وتمت التوصية بإزالتها..

ماذا تنتظرون؟ .. هل تنتظرون حدوث كارثة؟.. تنتظرون أن تستيقظ جدة على حادث شنيع؛ كي يتم تطبيق التوصية!

لماذا يتأخر البعض في علاج مشاكله، ولا يتحرك إلا بعد أن يصبح خبرًا صحفيًا، ومادة في مواقع التواصل الاجتماعي؟!