كشف إدراج عناصر جديدة من السعودية والإمارات وقطر والعراق وسورية والمغرب إلى قائمة اليونيسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، استنادا للقرارات التي اعتمدتها لجنة التراث الثقافي غير المادي المجتمعة في إثيوبيا في 2 ديسمبر، عن فجوة معرفية واجتماعية كبيرة، وندرة الدراسات العلمية المنهجية التي تقدم وتوثق الفلكلور السعودي بكل تنوعاته، وغياب شبه تام عن إدراك مقاصد ومفاهيم عمل منظمة اليونيسكو، طبقا لمدير فرع جمعية الثقافة والفنن بجدة عمر الجاسر الذي أوضح لـ"الوطن" آليات ترشيح لعبة المزمار لتنضم للقائمة، مبينا أن العمل دعمته جمعية التراث، واستغرق حوالى سنتين من المتابعة والفرجة لخبراء اليونيسكو في معظم مدن الحجاز التي ينتشر فيها هذا الفولكلور، وتابعوا عروضا له في مدن مكة المكرمة، وجدة، والطائف وينبع وبعض المدن الصغيرة كوادي فاطمة وبحرة وثول ورابغ والحسينية وصولا إلى المدينة المنورة.
وأضاف: ترأس فريق الدراسة والمتابعة مع خبراء اليونيسكو على الميدان في الشوارع والحارات والأسواق الفنان الشعبي الذي رحل أخيرا محمد سليم، رحمه الله، إذ كان من معايير المنظمة أن يكون الأثر غير المادي منتشرا وتؤديه العامة في كل مكان، وليس مقتصرا على فرق شعبية أو محترفين، وهذا ما تلبيه لعبة المزمار، حيث تمارس في جميع الأماكن، كفلكلور عريق.
مشكلات اجتماعية
أثار الخبر رغبة الكثيرين في متابعة صداه عبر مراجع علمية، ودراسات منهجية عن الفكلوري في السعودية، لكن الغالبية صدمت بعدم وجود مثل هذه النوعية من الدراسات، والذي يرجعه الدكتور عاصم حمدان إلى أن الناس كانت تحاول أن تبتعد عن اللعبة، لأنها في وقت من الأوقات دخلها أشقياء وأوقعت مشكلات اجتماعية، فمنعت، ولكن الآن الناس تناست، وتغيرت الظروف والمفاهيم وعادت اللعبة حية، وإن لم تبق كما كانت قبل أكثر من 60 عاما، كما شاهدتها في طفولتي وصباي بالمدينة المنورة، حيث المهارات وجمال اللعب والرقص والهدوء، لقد بهت المزمار ولم تعد له تلك المتعة القديمة التي يقدمها معلمون كبار، للأسف ذهبوا كلهم، ولم يوثق لهم أحد إلا ذاكرة شفوية تموت مع الوقت. يتابع حمدان قائلا: يغيب هنا عن كثيرين أن الفنون تستعير من بعضها البعض، فالمزمار يستعير أحيانا من فن الرديح، ومن الطنبرة في بعض الزواميل، لذلك يحدث خلط أحيانا لدى من يعرف.
الوعاظ كانوا سببا
يرى مراقبون أن من أسباب ندرة الدراسات والبحوث في هذا المجال، "القمع"، على نحو ما يوضحه الكاتب والباحث المتخصص في قضايا التراث والفلكلور علي مغاوي الذي يقول: الآداب والفنون الشعبية تمثل حقيقة تعبيرات الشعوب عن أنساق التفاعل الحياتي بين الإنسان وبيئته وخاضعة دائما للتأثر بين المجتمعات، وهذا التأثر كان قليلا في الماضي، والآن أصبح كبيرا وسريعا بنعمة التقنية. في مجتمعنا عشق عظيم لهذه الفنون الشعبية البيئية، ولكن في فترة مضت استخدم الواعظون سلطتهم لمحاربة وقمع هذه الفنون الأصيلة، وصنفها البعض حراما في بعض أنواعها، ونفتها المدارس، وتعالت عليها الجامعات، وأنفت منها الأندية الأدبية، بل نظر إليها بدونية، وبالتالي لم تخرج لنا هذه المؤسسات مدارس ولا دراسات ولا باحثين متخصصين فيها، وبقي المتعاطون معها يرددون ما سبكه الأسلاف في حناجرهم من اللحون والأهازيج الثرية الماتعة، ولأنها هُمشت حتى الجمعية السعودية للثقافة والفنون جوعوها وقللوا ميزانياتها وكأنه أريد لها أن تبقى رهينة فعل الغيورين المهتمين بهذه الفنون.
مواقع وفنون سعودية سجلت في التراث العالمي
التراث المادي
2008 مدائن صالح
2010 حي الطريف في الدرعية
2014 جدة التاريخية
2015 الرسوم الصخرية في حائل
التراث غير المادي
2012 الصقارة
2015 المجالس العربية
2015 العرضة النجدية
2015 القهوة العربية
2016 المزمار