في الوقت الذي تخوض فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة بشراسة العديد من المعارك، لاستعادة المناطق الذي انتزعتها قوات النظام في الأحياء الشرقية من حلب مؤخرا، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، القوات الروسية والسورية بارتكاب جرائم حرب خلال حملة القصف الجوي التي استمرت لمدة شهر على مناطق سيطرة المعارضة بحلب في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.

وأشار تقرير المنظمة، إلى أن غارات روسيا والنظام السوري بالقنابل المحرمة دوليا، قتلت أكثر من 400 مدني بينهم 90 طفلا، مؤكدة أنها تعمدت في بعض الأحيان قصف وتدمير المستشفيات.

وأوضح التقرير المصور، أن الطرفين شنا واحدة من أعنف حملات القصف على حلب، وأن بعض تلك الهجمات يرقى إلى جرائم حرب، بعد أن حللت المنظمة صورا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية، أظهرت فيها أكثر من 950 موقع انفجار بقنابل شديدة التدمير على غرار منطقة الشعار وفي بستان القصر.

وأضافت المنظمة "فضلا عن استخدام القنابل الكبيرة شديدة الانفجار وواسعة التدمير، استخدمت في تلك الحملة في جميع أنحاء المنطقة خلال شهر فقط، الأسلحة العشوائية مثل القنابل العنقودية والأسلحة الحارقة، مشددة نقلا عن أحد مسؤوليها، على ضرورة ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم، بتهمة ارتكابهم لجرائم حرب، وأن روسيا استعملت سلطتها في حق النقض" الفيتو"، لإجهاض مشاريع من شأنها أن توقف النزيف الدموي، وتحافظ على قدر أكبر من الأرواح.




احتدام القتال

ميدانيا، مازالت الفصائل المعارضة المسلحة تقاتل بقوة في حي الشيخ سعيد الكبير -شرق حلب- عقب استعادة النظام وميليشيات حزب الله وإيران لنصف الأحياء الشرقية من المدينة.

وتمكنت الفصائل، من صد هجوم النظام ليل أول أمس، عقب معارك محتدمة، في وقت يسعى فيه الأخير لاستعادة ما تبقى من المناطق الشرقية لحلب، التي استعاد نحوا من 40% منها، متجاهلا النداءات الدولية والتنديدات التي تصدر بشأن مصير المدنيين المحتجزين الذين يقدر عددهم بنحو 250 ألف مدني، يواجهون حصار خانقا انعكس على وضعهم المعيشي والإنساني والطبي.

وستمثل استعادة كامل مدينة حلب، دفعة قوية للنظام الذي يقاتل منذ 5 سنوات المعارضة المسلحة، بدعم من روسيا وإيران، وعناصر شيعية من جنسيات أجنبية.




تهميش واشنطن

من جانبها، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية نقلا عن مصادر خاصة، أن المعارضة السورية تعكف على إجراء محادثات سرية مع روسيا في أنقرة لإنهاء الاقتتال في حلب دون إشراك واشنطن، الأمر الذي يعد تطورا لافتا في الأزمة السورية منذ بدايتها.

وأشار التقرير، نقلا عن بعض الشخصيات البارزة في المعارضة السورية قوله "إن تركيا تلعب دور الوسيط بين المحادثات مع موسكو، وواشنطن أصبحت خارج المحادثات تماما".

وأكدت الصحيفة، أن محادثات المعارضة مع الروس لا تعد الأولى من نوعها، إلا أن عدد المشاركين في هذه المحادثات يعد الأكبر عن سابقاته، لافتة إلى أنه بفعل تغير ميزان القوى في المنطقة خصوصا والعالم بشكل عام، فإن بعض الجهات الفاعلة أصبحت تدير شؤونها بمنأى عن الولايات المتحدة. 





جرائم موثقة

- استخدام القنابل المحرمة دوليا

- القصف العشوائي بالأسلحة الحارقة

- استهداف المدنيين وبينهم أطفال

- تدمير المباني والمستشفيات

- لجوء روسيا للفيتو لاستمرار الحرب