لم يستبعد نائب وزير الدفاع الأوكراني، ألكسندر دوبليان، توجيه الجانب الروسي ضربة صاروخية إلى أراضي بلاده في حال قيام القوات الأوكرانية بإطلاق صواريخ في منطقة البحر الأسود، بعدما نفذ الجيش الأوكراني مناورات صاروخية فوق مدينة سيمفروبل بشبه جزيرة القرم.
وكان الجانب الأوكراني قد أصدر بلاغا "حول تفعيل المناطق الخطرة في المجال الجوي بسبب عملية الرمي الصاروخي المخطط لها في الأول والثاني من ديسمبر الحالي. وأعلن رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، ألكسندر تورتشينوف، أن كييف تملك الحق في تنفيذ التدريبات الصاروخية فوق مدينة سيمفيروبل في شبه جزيرة القرم لأن "المجال الجوي الروسي ينتهي عند وسط مضيق كيرتش، مشددا على أن أوكرانيا ستنفذ التدريبات الصاروخية وفقا للالتزامات والاتفاقات الدولية.
مذكرة احتجاج
استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري الأوكراني لدى موسكو لتسليمه مذكرة عسكرية دبلوماسية تتضمن احتجاجا على خطط كييف إجراء تدريبات صاروخية فوق البحر الأسود.
وأعربت عن احتجاجها "على فرض الجانب الأوكراني قيودا غير مشروعة على استخدام المجال الجوي فوق البحر الأسود غربي القرم يومي الأول والثاني من ديسمبر لإجراء تدريبات على إطلاق الصواريخ. وشددت على أن "الحدود الجنوبية الشرقية المعلنة للمنطقة الخطرة تنتهك حدود المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية، وهو انتهاك للقوانين الدولية والروسية".
أما الناطق باسم الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي سيرجي إيزفولسكي فقد هدد بأن روسيا ستحظر الطيران فوق شبه جزيرة القرم، إذا لم تقم أوكرانيا بإلغاء قرار الرمي الصاروخي فوق المنطقة. ونوه إيزفولسكي بأن كل شركات الطيران ذات الشأن أبلغت بالأمر. وشدد على أن أوكرانيا فرضت قيودا غير مشروعة على حركة الطيران في المنطقة. وقال إن "روسيا اتخذت كل الإجراءات اللازمة من أجل ضمان أمان التحليق والطيران لشركات الطيران الروسية والأجنبية".
عمل استفزازي
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية إعلان كييف عن خطة إطلاق صواريخ في منطقة القرم عملا استفزازيا يهدف إلى الحفاظ على الرعاية الأميركية بعد تغيير الإدارة في واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إعلان كييف عن إجراء تدريبات تتضمن إطلاق صواريخ عمل استفزازي جديد من قبل السلطات الأوكرانية التي تسعى من خلال ذلك إلى تصعيد الأزمة في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا. وأشارت زاخاروفا إلى أن كييف تنتظر، على ما يبدو، ردا قويا من قبل موسكو من أجل الحفاظ على الرعاية الأميركية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة، مضيفة أن ذلك "أسلوب كلاسيكي" لهؤلاء السياسيين الذين يعتبرون طموحاتهم الشخصية أعلى من مصالح بلادهم ومواطنيهم. كما أكدت أن كييف تحتاج إلى تصعيد التوتر من أجل تحويل اهتمام الرأي العام عن تنامي الأزمة الاقتصادية والسياسية في هذا البلد.
صواريخ ساحلية
على خلفية المناورات الصاروخية الأوكرانية في الأول والثاني من ديسمبر الحالي، كشف مصدر عسكري روسي عن أن جمهورية القرم تترقب وصول فوج جديد من صواريخ "باستيون" الساحلية لتحل محل بطاريات أخرى من نفس النوع نقلتها موسكو من هناك مؤخرا إلى سورية.
وذكر المصدر أن الصواريخ وصلت إلى القرم أول من أمس، وسيتم نشرها في مقاطعتين اثنتين في الجمهورية، مشيرا إلى أن بطاريات "باستيون" ذاتية الحركة ومستمرة في تنقلها وتمركزها على طول ساحل شبه الجزيرة الروسية الغربي والشمالي الشرقي، "بما يعزز الدفاع البحري عن القرم وأمنها".
يذكر أن الأسطول الروسي، كان قد استخدم صواريخ "باستيون" البحرية وللمرة الأولى في تاريخه لقصف أهداف برية لا بحرية، وذلك في سورية الشهر الماضي، بهدف تجريب المنظومات الصاروخية الروسية من هذا النوع.
وتضم البطارية الواحدة من بطاريات "باستيون" 10 عربات بينها 4 لإطلاق الصواريخ، مخصصة لحماية السواحل في نطاق 600 كلم وتدمير السفن والأهداف البحرية الطافية المعادية في ظروف القصف المضاد المكثف والتشويش اللاسلكي الشديد، حيث باستطاعة البطارية منها إطلاق 39 صاروخا دفعة واحدة.