في السنوات الأخيرة ظهرت لحلف شمال الأطلسي (الناتو) علامات تجدد حيوية، لكن مع التحديات التي تتراوح بين روسيا واللاجئين، فإنه يكافح أيضا لتعزيز تماسكه. وعلى الرغم من الوعود بالمزيد من الإنفاق على الدفاع، فإن معظم أعضاء الحلف يتخلفون عن التزاماتهم بالإنفاق عليه. ومع وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، فإن مسألة الإنفاق الدفاعي من الحلفاء الأوروبيين من المؤكد أن تكتسب طابعا جديدا وملحا.
يحتاج تحالف الأمن إلى موارد أمنية موثوقة، وبالتالي يطلب الناتو من أعضائه إنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على ميزانية دفاعه. لكن هذا العام، أوفى خمسة أعضاء فقط بالتزاماتهم تجاه الناتو: الولايات المتحدة بنسبة 3.61%، وكل من اليونان والمملكة المتحدة وإستونيا وبولندا بنسبة 2%. وعلى الرغم من زيادة الإنفاق الدفاعي الأخيرة في العديد من البلدان، بما في ذلك لاتفيا وليتوانيا، فإن إنفاق حلفائهم لم يقترب حتى من نسبة الـ2%. فكندا، على سبيل المثال، أنفقت 0.99% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وألمانيا 1.19%، وإيطاليا1.11% وإسبانيا 0.91%. وتمثل الولايات المتحدة 70% من الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو.
إيان بريجنسكي، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون أوروبا وسياسة الناتو في عهد الرئيس جورج دبليو بوش يقول "لقد كان هناك تحول في المواقف بين الحلفاء الأوروبيين في السنوات القليلة الماضية، ولذا يجب علينا عدم المبالغة، وفي الوقت نفسه يتعيَّن علينا أيضا ألا نقلل من الإنفاق على الحلف. هناك اعتراف مبدئي في أوروبا بأن عليها أن تفعل المزيد وتنفق أكثر للحفاظ على كيان هذا الحلف الأطلسي".
في عام 1985، أي في أوج الحرب الباردة، أنفقت ألمانيا الغربية نسبة 3.3%، وإيطاليا 2.7% وكندا نسبة 2.2%، في حين أنفقت اليونان أضخم نسبة (7.1%) من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش. ووفقا لإحصاءات الناتو الرسمية، فإن إنفاق الولايات المتحدة على الدفاع وصل إلى 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي، مما جعل متوسط إنفاق أعضاء الحلف يصل إلى 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي.
في الشهر الماضي عُقد مؤتمر أمني في ريجا، عاصمة لاتيفيا، كرر فيه نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، مايكل كاربنتر، مرة أخرى دعوات الولايات المتحدة لمزيد من الإنفاق على الحلف. وفي هذا الصيف، قال ترامب إنه في ظل قيادته ستدافع الولايات المتحدة عن دول البلطيق إذا أوفت تلك الدول بالتزاماتها لنا.