ذكرت صحيفة "ناشيونال إنترست"الأميركية، أن الحرب الأهلية التي تسبب فيها الانقلابيون باليمن ستكون اختبارا كاشفا لسياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة، ليس في اليمن فحسب، إنما في منطقة الشرق الأوسط كلها. جاء ذلك في مقال للكاتب والمحلل السياسي في الشؤون العربية، مايكل هورتون، تحت عنوان "لماذا سيكون اليمن اختبارا كاشفا لترامب"، والذي حاول من خلاله تخمين ملامح السياسة الخارجية الأميركية بشأن الصراع الدائر في اليمن، وانعكاس ذلك على المنطقة. وقال هورتون، إن "الحرب الأهلية في اليمن التي تنخرط فيها الولايات المتحدة بشكل واضح ستكون اختبارا كاشفا لإدارة ترامب القادمة، فالاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية، جون كيري، مع المسؤولين العمانيين لوقف إطلاق النار في هذا البلد لم يستمر أكثر من المدة التي استمر بها الاتفاق الذي سبقه"، متوقعا استمرار الحرب في اليمن بمستوى منخفض، بعد تولي ترامب السلطة".
تحديد الأولويات
أضاف هورتون، أن "ما سيفعله الرئيس المنتخب، أو ما سيتجنب فعله، فيما يخص الحرب في اليمن، سيكشف الكثير عن سياسته الخارجية المستقبلية حيال الشرق الأوسط، وسيكشفها أيضا موقفه من مجموعة المستشارين الذين سيستمع إليهم، وهل هم من البراجماتيين مثل الجنرال المتقاعد مايكل فلين، المرشح لمنصب مدير الأمن القومي، والذي يرى أن الأولوية تكون بمحاربة المتشددين، أم هم من المحافظين الجدد، الذين يرون في النفوذ الإيراني تهديدا رئيسيا لاستقرار المنطقة".
وتابع "بالرغم من أن الحرب في اليمن لم تحظ بتغطية إعلامية واسعة، إلا أن طبيعة الصراع هناك لا تقل أهمية عما يحدث في سورية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن اليمن يشرف على مضيق باب المندب الذي يعد أحد أكثر ممرات الشحن في العالم حيوية، كما يوجد على أراضيه أكثر فروع تنظيم القاعدة نشاطا".
نزاعات المنطقة
أشار الكاتب إلى أن "ترامب ركز خلال حملته الانتخابية على ضرورة قتال المتشددين، وأنه سيعمل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سورية لمواجهة تنظيم داعش، ومع ذلك أكد الرئيس المنتخب أن اتفاق إيران النووي يعد من أسوأ الصفقات التفاوضية من أي وقت مضى"، لافتا إلى اعتقاده بأن إدارة ترامب ستستمع للمحافظين الجدد الذين أدت سياساتهم، بما فيها غزو العراق، إلى تقوية إيران.
وأضاف أنه في حال بدأ المحافظون الجدد، مثل جون بولتون، بالتأثير على الرئيس الأميركي المنتخب، فسيكون التركيز على دحر التأثير الإيراني في المنطقة، والذي سيكون على الأرجح على حساب محاربة التشدد".
ويرى هورتون، أن وقف الحرب وتحقيق الاستقرار في اليمن يجب أن يكون على رأس قائمة الرئيس الأميركي المقبل، مبينا أن رد ترامب على ما يحدث باليمن سيعطي مؤشرا على قدرته ومستشاريه للرد على النزاعات في المنطقة التي تحتاج إلى ردود متوازنة محسوبة، وبراجماتية في الوقت نفسه.