في خطاب فوزه بواحدة من أكثر انتخابات الاستقطاب في التاريخ الأميركي، وجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب نداء لأولئك الذين لا يؤيدونه قائلا: إنني أود التواصل معكم، طالبا إرشادكم ومساعدتكم لنعمل معا كأمة أميركية موحَّدة، وبمساعدة جميع الأميركيين من كافة الأطياف والأديان والمعتقدات الذين يتطلعون إلى أن تكون لهم حكومة تخدم الشعب الأميركي كافة.

قال ترامب: لقد صممت حملة الانتخابات لتحديد نقاط اتخاذ القرار حول قضايا مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، أو توفير التعليم الجامعي المجاني. وأضاف "إنني لا أطلب سلسلة من التنازلات من قِبل كل جانب لتحقيق النتائج "البراجماتية". فبدلا عن ذلك، فإنني مثل أي حاكم ولاية أو رئيس بلدية أقول لكم، أولا علينا الاستماع إلى الأفكار البديلة، ثم نتقاسم التصور المشترك للتغيير السريع بما هو أفضل للمجتمع.

وفي كلمة ألقتها هيلاري كلينتون أمام رؤساء البلديات العام الماضي، قالت: يجب علينا جميعا كأميركيين تصعيد عادة الاستماع إلى بعضنا البعض، وتحسين تعاملنا مع بعضنا، وأن نتعلم كيف نتعامل بإنسانية مع من حولنا...".

وإذا أراد ترامب معرفة المزيد عن هذه الطريقة في الحكم، فإنه يجب عليه قضاء بعض الوقت مع رؤساء البلديات والمحافظين، ومشرعي الولايات. وفي حين أن المسؤولين المحليين في كثير من الأحيان ينقسمون على نحو سياسي وطني، إلا أنهم يميلون إلى أن يكونوا أقل حزبية بسبب تأثير أكثر أعمالهم المباشرة.

في الماضي القريب التقى عدد من الرؤساء بمجموعة من الحزبيْن المحافظيْن ورؤساء البلديات، ومن بين أولئك الرؤساء باراك أوباما الذي قال في أول لقاء له مع المحافظين "لا أحد يفهم ما يحدث في البلاد من صراعات وآمال، وصعوبات، وأحلام الشعب الأميركي، وكذلك حُكام الأمة". وفي السنوات الأخيرة قد شارك مئات من مشرعي الولايات في ورشة عمل بعنوان "بناء الثقة من خلال الخطاب المدني"، أعدها معهد تابع لجامعة ولاية أريزونا.

وللفوز بانتخابه، يتمسك كل سياسي بقضايا معينة للحفاظ على مؤيديه الرئيسيين، وغالبا ما يجد حكام الولايات ورؤساء البلديات أنه من الأسهل لهم البحث عن الأهداف المشتركة، مثل حلول لإنفاذ القانون، وتمويل الطرق السريعة، أو إيجاد ملاذ لمن لا مأوى لهم. وعندما يجتمع حكام الولايات ورؤساء البلديات للاتفاقيات الوطنية، تقع الملصقات الحزبية أحيانا بعيدا عن مناقشتهم لمثل هذه الاتفاقات والقضايا الوطنية التي غالبا ما يتحدثون عنها بشكل موحد.

وللحصول على توجيهات من المعارضين السياسيين، كما تحدث معهم ترامب، سيكون التغيير موضع ترحيب في واشنطن. وبعد تلك المشاركة التي حدثت بالفعل في معظم عواصم الولايات، فإن كل ما يتطلبه الأمر هو مزيد من الثقة والاحترام المتبادل.