ما بين غرة ربيع الأول من عام 1994 الفترة التي شهدت انعقاد المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بمكة المكرمة، ونهايات صفر 1438 فترة انعقاد المؤتمر الخامس بالرياض، مسافة أكثر من 40 عاما، رحل فيها رواد الأدب والثقافة السعودية من الأدباء المؤسسين، قبل هيمنة الأكاديميين على المشهد والمؤسسات الثقافية، ظهرت أجيال جديدة، وعقد مؤتمران على فترتين متباعدتين، حفلت بتجاذبات دارت بين الأكاديميين، ومن يعدون أنفسهم أدباء خارج السلطة الأكاديمية، في حقبة يصف فيها أحد النقاد "غير الأكاديميين " المؤتمر بـ"مؤتمر مدرسي الأدب ومدرساته"، ضمن سلسلة شهدت تصعيدا كبيرا في المؤتمر الأخير، الذي سجلت فيه جامعة أم القرى بمكة المكرمة، أكبر حضور بين البحوث المشاركة في المؤتمر بسبع أوراق علمية، تلتها جامعة الملك سعود بخمس أوراق، ثم جامعة الملك عبدالعزيز بورقتين، ورئاسة جلستين، فيما تقاسمت بقية الجامعات السعودية، بقية الأوراق ما بين 3 ورقات إلى ورقة واحدة. أما بقية الأوراق المقدمة فكانت من قبل شخصيات خارج السلك الجامعي، ينتمون للتعليم العام، أو أكاديميين متقاعدين.



غياب عن الجلسات

لماذا كان النصيب الأكبر لجامعة أم القرى؟ يلتقط السؤال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور أحمد الطامي ليوضح قائلا لـ"الوطن": قبل بدء المؤتمر بفترة كافية أعلنا عن محاوره، وحددنا زمنا لاستقبال البحوث المشاركة، ولم تكن هناك أي نية لدينا لغلبة جامعة على أخرى، أو بحث على آخر، وما حدث عن حجم مشاركات أم القرى فهو محض صدفة، فنحن استقبلنا كلجنة علمية 100 بحث، لم نرد أي بحث إلا ما كان خارج محاور المؤتمر فاعتذرنا لأصحابها، وقبلنا مبدئيا 76 بحثا، تمت تصفيتها إلى 67 بحثا، أكد أصحابها حضورهم، ولم يتغيب منهم سوى 2 أو 3 لظروف شخصية قاهرة. وشدد الطامي على أنه لم يكن هناك أي انحيازات أو شروط لقبول البحث، وما حدث مما يراه البعض هيمنة أكاديمية أمر طبيعي يحدث في أي مجتمع، فالجامعات هي مراكز البحوث والدراسات العلمية، التي تحلل وتستقرئ كل ظواهر وحراك المجتمع.

إلى ذلك رصد مراقبون في المؤتمر وجود أكاديميين وأكاديميات مدعوين للمؤتمر، لم يحضروا أي جلسة من جلساته، مكتفين بالوجود الدائم في بهو الفندق، فيما سجل أحدهم لقطة طريفة لحرص إحدى الحاضرات على اصطحاب أطفالها في معظم الجلسات، مما سبب تذمرا لدى عديد الحاضرات اللاتي في المجمل سجلن حضورا جيدا للمرأة السعودية الباحثة.