واصل مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس فعالياته لليوم الثاني، حيث دعت الجلسة السادسة إلى إنشاء رابطة لأدب الطفل السعودي، ووضع خطة إستراتجية شاملة لمشروع ثقافي كبير، للنهوض بمجالات ثقافة الطفل وأدبه، وزيادة الإنتاج للطفل بما يناسب هويته، وأكد المشاركون في الجلسة على ضرورة أن يحظى الطفل بإنتاج أدبي يلائم هويته السعودية، وألا ينشأ على الأدب العالمي مثل الأجيال السابقة، مشددين على أهمية سلامة اللغة الفصحى المقدمة للأطفال، ومحذرين بقوة من أدب العامية وسطوته الحالية على الأدب.
مهرجانات تجارية
أكد محمد الزير في ورقته "الأدب السعودي للطفل بين الواقع والمطلوب" على أن المسارح المقدمة للطفل من الأمانات والمهرجانات ذات النشاط التجاري "لا تعد أدباً " لكونها تجارية أكثر من أدبية، مستغرباً من ضعف التأليف للطفل في السعودية مقارنة بالأدب العربي. وقال إن ملامح الأدب المطبوع لدينا ذات طابع ديني وتربوي.
وطالبت الدكتورة هند خليفة في ورقتها "التغير في الكتابة للطفل في الأدب السعودي ـ بعض ملامح إسهامات المرأة" بإنشاء رابطة سعودية لأدب الطفل لاستمرارية الجهود في إنتاج أدب الطفل، وتحويل الجهد لعمل مؤسساتي.
وانتقدت الدكتورة ريم الفواز في ورقتها "المنجز النقدي في أدب الأطفال السعودي من خلال الدراسات الأكاديمية"، تأخر الدراسات حول أدب الطفل والتي اعتمدت جميعها على المناهج الوصفية التحليلية أكثر من النقدية.
وأكدت نورة الغامدي، في ورقتها "لغة الطفل في منظور الناقد السعودي: قراءة على قراءة" على أهمية اللغة المقدمة للأطفال بحتمية استخدام الفصحى وخطورة أدب العامية على تشكيله.
وأشارت أفنان المسلم في ورقتها "خصائص الجملة وتحريرها في قصص الأطفال السعودية منذ 1420 إلى 1435، إلى أهمية غرس حب الوطن لدى الأطفال وتقوية الجوانب الفكرية والابتكارية لديهم.
الحرب والهوية
شددت الجلسة السابعة على مسؤولية الأديب السعودي في شحذ الهمم وخلق حب الوطن في جبهة الحرب "عاصفة الحزم"، وانتقد المشاركون غياب سلاح الأديب "الورقة والقلم"، وهو ما يضعف استشعاره بمسؤوليته الاجتماعية تجاه الحرب بالفكر.
وانتقد الدكتور عبدالعزيز الطلحي في ورقته "المسؤولية المجتمعية للأديب بين الواقع والحاجة" غياب الأديب عن الجبهة، وقال إن الأديب ليس مواطناً كسائر المواطنين بامتلاكه السلاح السلمي، وأنه يمتلك سلطة فكرية تتعدى جميع السلطات العليا.
وناقش الدكتور أحمد الغامدي في ورقته "الهوية الوطنية واستثمار رموزها لدى شعراء الحداثة السعوديين" تعامل الشعراء السعوديين مع هويتهم الوطنية، ووعيهم بها ونظرتهم إليها وطريقة تعبيرهم عنها، مشيرا إلى أن الثبيتي استخدم الأدوات الحديثة لبناء حدود تخيلية مدنية واستثمرها لتشكيل "الهوية الوطنية".
الشباب والوعي
أكدت الدكتورة جواهر آل الشيخ في ورقتها "الإبداعات الأدبية عند الشباب السعودي – الحث على اللحمة الوطنية" على أهمية الشباب في الأدب، وخصوصا مع ثورات هذه الأيام، التي تحمل الشعارات المندفعة المتهورة والمدمرة.
ولفت الدكتور إبراهيم التركي في ورقته "صورة في الوعي السعودي للدولة"، إلى أن الوعي السعودي يشير إلى أن الدولة هي العائلة والأسرة، ممثلا باستعارات كثيرة تدل على ذلك، منها ذكر الوالد القائد، للدلالة على خادم الحرمين الشريفين، ولفظ أخي المواطن في الخطابات الرسمية.
التخطيط طابع العصر
بدأت الجلسة الثامنة التي ترأسها ماجد الحجيلان، بورقة عمل مقدمة من الدكتور صالح بن معيض الغامدي، بعنوان "الأدب السعودي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2007-2015 "، متناولا المعرض بوصفه إحدى الفعاليات الوطنية المهمة، على الرغم من أن جهود المعرض وإنجازاته لم تخضع إلى الآن للدراسة.
فيما قدمت الدكتورة الجوهرة الجميل، الورقة الثانية والتي جاءت بعنوان "التخطيط الإستراتيجي للمؤسسات الثقافية "، موضحة أن التخطيط طابع العصر وهو وسيلة علمية وعملية، تهدف إلى ترتيب الموارد والإمكانات، وطبقت الباحثة دراستها على عينة من منسوبي الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون من خلال استبيان، وخلصت إلى محدودية التخطيط بمنهجه العلمي في المؤسسات الثقافية.
وقدم الأستاذ محمد الفوز ورقة بعنوان "دور المؤسسات الثقافية في بناء مجتمع معرفي" أشار فيها إلى وجود تباين واضح في الأهداف وآلية العمل بين الأندية وجمعيات الثقافة والفنون، قد تجعل من اندماجهما أمرا مستحيلا.
فيما قدم عبدالله الدحيلان الورقة الأخيرة والتي جاءت بعنوان "الثقافة في المجتمع المدني: المؤسسة البديلة". أشار فيها إلى الأندية الأدبية بهيكلتها الحالية، لا يمكن تسميتها بمؤسسات مجتمع مدني، لأنها قائمة على ميزانية من وزارة الثقافة والإعلام، وتنتخب إدارتها بطريقة تغيب عنها الرقابة والشفافية.
الإرهاب والرواية
استعرض الدكتور حسن حجاب الحازمي في الجلسة التاسعة ورقته التي قدمها بعنوان: "الخطاب الديني عبر الخطاب الروائي: قراءة في نماذج مختارة من الرواية السعودية"، مستهلا حديثه بأن النماذج التي درستها ورقته توصلت إلى أن أحداث الـ11 من سبتمبر، شكلت تحولا على مستويات عدة تجاه العالم العربي، وشكل الخطاب الديني ركنا متينا في حراكنا الاجتماعي في المملكة، مؤكدا أن نقد "الخطاب الديني"، لا يعني نقد الدين، واعتمد الحازمي، ثلاث روايات لاستظهار نوعيات الخطاب السردي، هي "ريح الجنة" لتركي الحمد، و"الإرهابي 20" لعبدالله ثابت، ورواية الحضيف "نقطة تفتيش".
وتناولت الدكتورة هيفاء الجهني رواية "الحمام لا يطير في بريدة" ليوسف المحيميد، من خلال عنوان دراستها بعنوان "الأمن الاجتماعي في الرواية السعودية: رواية الحمام لا يطير في بريدة أنموذجا"، متسائلة عن قدرة الرواية في تجسيد حراك المجتمع السعودي من خلال ما قدمته من رسم مختلف عن الواقع الاجتماعي.
ووصفت مريم الشنقيطي القارئ للروايات السعودية، في ورقتها "لغة التطرف والحياد في نموذجين من الروايات السعودية" بأن المتابعين قد انشغلوا بصورة الإرهابي في الروايات السعودية، وأن السرد لم يخل من الحديث عن المسكوت عنه.
وحذرت الكاتبة فاطمة آل تيسان، في ورقتها من صور التطرف في الرواية السعودية التي تركز على التعصب القبلي والتطرف في الجانب الديني والاجتماعي أو العرفي، متناولة في بحثها روايتي "الوارفة" لأميمة الخميس و"الحمام لا يطير في بريدة" ليوسف المحيميد كنموذجين.
وذكرت، أنه على مدار 37 عاما تباينت الأعمال الروائية في طرحها لظاهرة التطرف، محددة مراحل تطور الشخصية المتطرفة، من سطحية ضائعة تنقب عن هوية، إلى متطرفة للمنهج، ثم إرهابي تفجيري، ثم التحول والتمرد على فكرة التطرف المتشجنة الأولى.
وصنفت نادية خوندة في ورقتها "الإرهاب في نماذج مختارة من الروايات السعودية" صورة الإرهاب في الروايات التي تتبعتها من خلال مستويين، الشكل والمضمون، مبينة أن الخير يشكل ارتبطا مباشرا بالأحدث السياسية.
ووصف الدكتور حسن الفيفي في ورقته "صورة الآخر في رحلة عبدالله الجمعة: حكاية سعودي في أوروبا" وجود ثلاثة مستويات من الصور في الرواية: سلبية، محايدة، إيجابية، وصفها بأنها تشكل ما يشبه البوصلة في إعطاء الصورة من خلال جذر دلالة الصورة بين ثلاثة المستويات المختلفة.