في الوقت الذي أكد فيه خبير نفطي أن أوبك قد فقدت هيبتها منذ عقود، تترقب أسواق النفط اليوم بقلق، نتائج الاجتماع الوزاري لأعضاء منظمة أوبك في فيينا، والذي يسعى إلى التوصل إلى صيغة اتفاق نهائية بشأن تخفيض الإنتاج بعد الاجتماع الإيجابي الأخير في الجزائر. وتأتي هذه الخطوة رغم التحفظ الحذر حتى الآن من قبل إيران والعراق خصوصا فيما يتعلق بإعادة جدولة الإنتاج وتوزيع الحصص السوقية لكل دولة، وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ذكر مؤخرا أن التخفيض لا يعد الخيار الوحيد، بل إنه من الممكن الاتفاق على تحديد سقف الإنتاج بمستوياته الحالية لاستعادة توازن السوق النفطية من جديد. وتوقع خبراء في المجال النفطي عبر حديثهم لـ"الوطن" إمكانية التوصل إلى  اتفاق داخل المنظمة من شأنه أن يرفع الأسعار إلى مستوى 60 دولارا خلال الفترة المقبلة.


سقف للإنتاج

أبدى نائب رئيس أرامكو للتنقيب والإنتاج سابقا الدكتور سداد الحسيني، تفاؤله فيما يتعلق بمخرجات الاجتماع المزمع، وذلك لحرص كافة الدول المنتجة داخل أوبك على استقرار السوق النفطية وعودة الأسعار لما كانت عليه بعد انخفاضها لفترة طويلة، مما أثر بدوره على اقتصادات هذه البلدان، خصوصا التي تعتمد بشكل كبير على النفط كمصدر رئيسي للدخل. وتوقع الحسيني أن يتم التوصل إلى اتفاق بوضع سقف إنتاج محدد لكل دولة بنفس الصيغة التي تم التوصل إليها في الجزائر مؤخرا مع متابعة حركة الأسواق خلال الفترة المقبلة للتأكد من حجم الطلب، وذلك لزيادة السقف حال وجود أي زيادة في معدل الطلب العالمي.


محددات التخفيض

استبعد نائب رئيس أرامكو للتنقيب والإنتاج سابقا أن يكون هناك أي خفض للإنتاج أو تقليله، وذلك نظرا لأنه لا توجد أي تخمة أو فائض كبير في المعروض، مبينا أن النسبة بين العرض والطلب حاليا تعد جيدة بعد تعافي السوق النفطية خلال الفترة الماضية القريبة. كما شدد على أن البلدان التي تعاقدت مع شركات نفطية أجنبية لن تستطيع بأي حال أن تفرض على تلك الشركات تخفيض الإنتاج، مشيرا إلى التعويضات الهائلة التي من الممكن أن تدفعها الحكومات لها.

وبشأن الأسعار خلال الفترة المقبلة، توقع الحسيني أن تصل لمستوى الـ60 دولارا، وذلك مرهون بحركة السوق وزيادة معدل النمو وانتعاش الاقتصاد العالمي، الذي بدوره سيزيد من مستويات الطلب على النفط.

 





تساوي الفرص

ذكر نائب رئيس شركة أرامكو سابقا عثمان الخويطر أن فرص حصول اتفاق بين دول الأوبك في اجتماع فيينا تكاد تكون مناصفة بين الاتفاق مع عدمه. مفسرا بأن احتمالية الوصول إلى اتفاق يرفع السعر، تساوي احتمال الفشل في ذلك. مضيفا أنه في الحالة الأولى سيرتفع السعر بقدر يتناسب طرديا مع كمية خفض الإنتاج المتفق عليه، كما سيوفر لأصحاب الإنتاج نسبة كبيرة من البترول يظل ساكنا في مكامنه بدلا من إنتاجه هدرا وبيعه بثمن بخس، مستدركا أنه في حالة عدم التوافق على أي خفض جماعي، فإن الأسعار ستنخفض قليلا عن المستوى الحالي.


الهيبة المفقودة

فيما يتعلق بمعدل ارتفاع الأسعار من عدمها، توقع الخويطر أنه إذا حصل اتفاق بين الأعضاء لتخفيض الإنتاج من أجل رفع السعر، فمقدار ارتفاع السعر المتوقع سيعتمد على مقدار الخفض. وقد يكون الارتفاع في حدود 10 إلى 20 ?  أو أعلى من ذلك. وأشار نائب رئيس شركة أرامكو سابقا أن منظمة الأوبك كانت قد فقدت هيبتها منذ عقود عندما بدأ أعضاؤها ممارسة التهرب من التقيد بمضمون الاتفاقات المبرمة في ما بينها، فلم تعد لقراراتها ذات القيمة التي كانت تتمتع بها في أول عهدها، بحسب تعبيره.