أظن _ والله أعلم_ أن اللجنة المشرفة على حفل افتتاح كأس الخليج العشرين، رسمت صورة مختلفة غير التي نقلتها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة أمس.
وقد تكون اللجنة غير راضية عن الإخراج النهائي للحفل، لاعتبارات عدة في مقدمتها أنها وضعت تصورات مغايرة للتي شاهدها الجميع، لكن الأمر بدا مقبولاً لدى كثيرين، بل إنه حظي بالإشادة والتصفيق.
فالحفل (غير المرتب) نقل فعلاً طبيعة الإنسان اليمني وبساطته وطيبته، وتبارت العناصر المشاركة فيه (بعيداً عن أوامر المنظمين) على إبراز كل ما لديها، حباً في بلدها وترحيباً بضيوف الدورة.
ورغم أن الحفل بدا وكأنه سوق شعبية، هنا بائع وهناك مشتر وثالث يسوّق لبضاعته بالتغني في جودتها وقلة أسعارها، إلا أنه بدا كمسرح متاح فيه أمام الجميع إظهار ما لديهم من مواهب على أن تصب في قالب واحد هو أن شعب اليمن السعيد، سعيد بضيوفه، غني برجاله، قادر على استضافة أي من الأحداث الكروية على مستوى القارة.
صحيح أن المنتخب السعودي أفسد على أنصار البلد المضيف فرحة الاحتفال بأول أيام الدورة وألحق بمنتخبهم هزيمة قاسية وصلت إلى الأربعة، وصحيح أن الأخضر كتب على اليمنيين عدم مغادرة محطة النقطة الواحدة في دورات الخليج، إلا أن ذلك لا يلغي الاعتراف بما شهده المنتخب اليمني من تجديد في طريقة لعبه وأدائه وبروز عدد من الأسماء وسطه.
ومتى نجح القائمون على أمر المنتخب اليمني في انتشال اللاعبين من آثار هذه الرباعية المتوقعة، فسيكون بالمقدور العودة للدورة من جديد وإعادة جماهير حفل الافتتاح إلى الملعب حتى يتحقق النجاح الذي ينشده الجميع .
الأخضر (الواثق من نفسه) لعب بحماس الشباب وتحدي الكبار وإثبات الذات، وهذا وحده كان كفيلاً بطرحه أرضا لكل من يقابله، سواء كان المنتخب اليمني أو غيره من منتخبات المجموعة.
كما أن التوليفة التي دفع بها المدرب بيسيرو أمس، كانت أكثر من رائعة ومتجانسة رغم التخبط الذي سبق اختيار العناصر الأخيرة المشاركة في الدورة، ويبدو أن من وقع عليهم اختيار بيسيرو سعوا أولاً لتأكيد أهليتهم بالاختيار بعد أن قلل البعض من إمكانياتهم ومن ثم المحاربة في الميدان بكل قوة حتى يجبروا الجميع على التصفيق لهم، ومتى استمروا على ذات النهج والوتيرة، فسيحققون المراد.