لم تشفع للدورة الـ18 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس أنها شهدت 62 عرضا قدمت من مختلف دول العالم، حيث تواصلت الانتقادات للتنظيم حتى بعد اختتام الفعاليات أول من أمس، حيث تحدث عدد من المسرحيين التونسيين والفاعلين في المجال الثقافي لوسائل إعلام تونسية عن فشل هذه الدورة "نتيجة سوء التنظيم والمحسوبية"، حسب تعبيرهم، محمّلين مدير المهرجان مسؤولية ذلك على اعتباره هو من  يختار العاملين معه.

                 

اضطراب تنظيمي

عبر المسرحي التونسي الدكتور محمد المديوني وعدد من المسرحيين عن استيائهم مما وصفوه بـ"غياب الفاعلين في المسرح التونسي، وتغييبهم عن الندوات، مؤكدين أنه في المقابل "طغت السطحية على أغلب المشاركات المقدمة في الندوات".

كما كشفت مصادر إعلامية تونسية عن اضطرار فريق مسرحية سورية ألمانية للمبيت في الفضاء وسط العاصمة تونس بعد أن ذهبوا للقيام بتدريبات قبل عرض عملهم في الهواء الطلق، وذلك بعد أن وجد هذا الوفد الأجنبي نفسه دون مرافقين، فلم يعرفوا طريقة العودة إلى مقر إقامتهم. وكانت أغلب الانتقادات انصبت على إدارة المهرجان بقيادة الأسعد الجموسي الذي يرى بعض المسرحيين التونسيين أن "لا علاقة له بالفن الرابع".



الفخراني يغادر غاضبا

أوردت مصادر إعلامية تونسية أن الفنان المصري يحيى الفخراني، غادر البلاد عائدا إلى القاهرة غاضبا قبل مشاركته المقررة في حفل ختام المهرجان، والذي كان يُنتظر أن يتم تكريمه من طرف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، لكن مدير المهرجان الأسعد الجموسي قال "لم يكن تكريم الفخراني مبرمجا لا من قبل إدارة المهرجان ولا من طرف رئاسة الجمهورية أو وزارة الشؤون الثقافية"، وبرر مغادرته بالقول "الفخراني غادر تونس لأنه سيقدم عرضا مسرحيا في مصر".

         

عروض في السجون

شهد حفل الختام تتويج مسرحية "عروق الرمل" كأحسن عمل بالدورة الحالية للمهرجان التي شهدت طيلة تسعة أيام عرض 18 عملا مسرحيا تونسيا و17 عملا عربيا وعشرة أعمال أفريقية و17 عملا أجنبيا، كما عرضت خلال الدورة عدة أعمال مسرحية داخل المسارح والمدارس والسجون.

وقدمت في حفل ختام المهرجان في صالة الكوليزي وسط العاصمة تونس فقرات فنية على غرار الغناء والمسرح والشعر والصورة بحضور الفنانة التونسية لبنى نعمان برفقة عازف العود مهدي شقرون، كما تخلله عرض يراوح بين الغناء والصورة للفنانة اللبنانية صوفي ألماش، إضافة إلى أبيات شعرية ألقاها الشاعر التونسي جابر المطيري. وكرّمت هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية أسماء عديدة من بينها الممثلة التونسية جليلة بكار، والمسرحي المغربي الراحل الطيب الصديقي، والكاتبة المسرحية ويري ليكنج من ساحل العاج، والممثل والمخرج الجزائري محمد آدار، لما تركوه من بصمة مؤثرة في المسرح محليا ودوليا.



حكايا على الشارع

قدم مجموعة من الحكائيين العرب، المشاركين في الدورة الثامنة عشرة من أيام قرطاج المسرحية، عرضا جماعيا تحت عنوان "حكايات عربية" في شارع الحبيب بورقيبة، من بينهم نسيم علوان من لبنان، فداء عطايا، وحمزة العقرباوي من فلسطين وشلبية الحكواتية، والأخوان أبوسليم، وفيصل العزة من الأردن، ونمر سلمون من سورية، وماحي صديق من الجزائر، إلى جانب رائدة القرمازي، وصالح السويسي، والعروسي الزبيدي من تونس. وبمناسبة مرور 400 سنة على وفاة وليام شكسبير وتخليدا لذكراه، نظمت إدارة أيام قرطاج المسرحية ندوة عن عالميته ومقتطفات مسرحية قدمتها فرقة عن أكاديمية شكسبير للمسرح اللندنية.