هذه المقالة موجهة للكتّاب العرب، ويمكن أن يستفيد منها العاطل السعودي في شتّى مناحي الإعلام وليس الصحافة فقط، لكنني خصصت الأشقاء العرب -كما نحب أن نسميهم دائما، ويحبون أن يسمونا أحيانا- فالخطة (مجرّبة ومقري عليها) وقد نجحت مع كثير من الإخوة العرب، ولهذا ننبه البقية احتسابا للأجر، وهي سهلة التنفيذ، خصوصا في عصر السوشال ميديا، ولا تحتاج سوى قليل من البجاحة، وكثير من التنازل عن القناعات وبعض (الفهلوة).
الخطة أن تبدأ بشتم السعودية بكل ما يحمله قاموسك من وحل اللغة، وتركز شتائمك على السلفية وبداوتهم وتخلفهم وعلاقتهم بالإبل، وقتها سيقيمون لك مشانق (الهاشتاقات) ويكيلون لك اللعنات والشتائم، وسيكون اسمك على كل لسان سعودي مبين، هنا تكون تجاوزت الخطوة الأولى بنجاح، ثق أنهم لا يعرفون من أنت أصلا، لكن الأهم -بالنسبة لك- أنك أصبحت معروفا لدى الأغلبية من الشارع السعودي، الآن أيها (الملعون) عليك أن تبدأ بالخطوة الثانية، وهي بالتأكيد تحتاج تركيزا أكثر من الأولى، الخطوة صعبة لكنها ليست مستحيلة، الآن أنت أصبحت معروفا، هنا ينبغي أن تختار تياراً من داخل المجتمع السعودي نفسه كي تصنع مؤيدين من نفس الكارهين (اللعبة مسليّة أليس كذلك؟)، تذكر أن المجتمع السعودي متدين بالفطرة كما يقول الأصوليون، أو أن المجتمع يرى أن الإسلاموي يقابله غير المسلم كما أقول أنا! أظن بقية الخطوة واضحة، لكنني سأشرحها لغير النابهين، الآن ينبغي أن تكتب كثيراً عن الليبرالية والصفوية والتصهين، وهنا ستجد الكثير يحيونك ويمجدونك ليس حباً فيك بالتأكيد ولكن لإغاظة من لا يتفقون مع توجهاتهم -لكن هذا ليس مهماً فأنت لم تأتِ بحثا عن الحب على كل حال- حاول أن تنتقي ألفاظك، فلا تقل مثلاً إن بعض السعوديين لا يحبون بلادهم، لكن أقسم بأغلظ الأيمان أن الشيعة والليبرالية لا يريدون في بلاد الحرمين خيرا (استخدم لفظ بلاد الحرمين فقط، أما اسم المملكة العربية السعودية فهذا يستخدم بالخطوة الثالثة)، وابدأ بالتسلطن بعدها بنظريات المؤامرة على الدين الذي لم يبق له مناضل سواك، وأعلن أنك نذرت حياتك للذود عنه -تجاهل فكرة شتمك السلفية بالخطوة الأولى فلم يعد أحد يتذكرها غيرك- أنت الآن عمر المختار، ابحث أكثر عما يقوله متطرفو المذاهب والأديان الأخرى في حق السنّة، تصنع البكاء أو التباكي، فبمقدار ما تؤثر بعاطفة الآخرين تكون نجحت في هذه الخطوة!
الخطوة الأخيرة سهلة للغاية وستنجزها (بالخبرة)، فالآن أصبحت نجما شعبيا لك مريدوك، وستلفت نجوميتك الصحافة وتدعوك للكتابة بحكم أن لك قراء ومتابعين، اكتب مقالك الأول عن السعودية مستخدما اسمها الرسمي بدلا من بلاد الحرمين، واكتب عن الأعداء الكارهين الذين أوجعتهم فحاولوا أن يسيئوا لك ويقّولوك ما لم تقل تجاه السلفية والبعير، لا تعتذر ولا تبالِ، ستجد الكثير يدافعون عنك، سيقولون هو وصفنا بالصهيونية والماسونية ثم اعتذر، فهو كان يعتقد أننا فعلا كذلك، ولما عرف الحقيقة اعتذر، الآن دعهم عنك وركّز على المكافأة حتى يتسنى لك أن تصل للأهم وتفتتح صحيفتك أو مركزك البحثي من مكافأتهم، وإن لم تجد ممولا فأعد نفس الخطة.. وستنجح غالبا.. وألف مبروك!