إن إرسال الطفل لمدرسة خاصة في الولايات المتحدة ليس قرارا يتم بسهولة، فوفقا لموقع على الإنترنت خاص بمراجعة موارد المدارس، فإن متوسط الرسوم الدراسية للمدرسة الخاصة في العام الدراسي 2016-2017 وصل إلى 9582 دولارا للطفل الواحد، وهو إنفاق كبير نظرا لأن هذه المدارس "حُرة" بموجب القانون. وذلك يجعل التعليم في مدرسة خاصة استثمارا مجديا لمستقبل أطفالك. فماذا تحتاج للبحث عنه عند اختيارك المدرسة الخاصة "المتميزة"؟
إن ما يقرب من ربع جميع المدارس في الولايات المتحدة هي من القطاع الخاص، وتكمُن الميزة الرئيسية لهذه المدارس الخاصة في التنوع الأكاديمي الذي تقدمه. في حين أن المدارس العامة تخضع لسياسات التعليم على مستوى الولاية والإشراف والاختبارات الموحدَّة، بينما المدارس الخاصة لديها حرية أكثر فيما يتعلق بسياسات مناهجها الدراسية وعدد موظفيها. هذا يعني أنها قادرة على توفير البرامج الأكاديمية التي قد لا تكون متاحة في المدارس العامة مثل "البكالوريا الدولية"، وكذلك اختيارها طائفة متنوعة من الدورات ذات المستوى المتقدم.
كما أن الأداء الأكاديمي وتوجهه الأفضل بين طلاب المدارس الخاصة موثق بكل وضوح في الدراسات الاستقصائية وتصنيفها. فقد كشف تقرير صادر عن وزارة التعليم الأميركية أن طلاب المدارس الخاصة يخضعون لمتطلبات تخرُّج أكثر لأداء أفضل من أقرانهم في المدارس العامة الذين يخضعون لاختبارات تحصيل موحدة. ويرى التقرير أن سبب ذلك يعود إلى مجموعة من العوامل: نهج تدريس أكثر التزاما، وإجراءات قبول أكثر صرامة، وتهيئة فرص أكبر للطلاب لتعليمهم الخصائص الاجتماعية والاقتصادية المفيدة للنجاح أكاديميا.
تميل المدارس الخاصة أيضا للتأكيد من اتباع نهج شامل للتعليم من أجل تطوير الأفراد بأسلوب أكثر جودة. كما أن أعداد الطلاب الأصغر حجما يجعل من الممكن استثمار كل من الموارد والوقت في تطوير برامج قوية غير روتينية بالنسبة لهم، حيث يتعلم الطلاب مهارات قيمة عن الحياة، مثل العمل الجماعي وتحمل المسؤولية واكتساب الثقة، وهي أشياء لا يمكن أن يتعلمها الطالب عن طريق الكتب والسبورات.
صدرت بيانات عن المركز القومي لإحصاءات التعليم توضح أن المدارس الخاصة ينخفض فيها عدد الطلاب بالنسبة للمعلمين بمعدل 12.2 طالبا لكل معلم في عام 2013، في حين بلغت نسبة المدارس الحكومية 16.1 طالبا لكل معلم في العام نفسه.
في كثير من الجوانب يلاحظ أن المدارس الخاصة قادرة على تقديم مزايا أكاديمية وبيئية لم يكن في وسع المدارس العامة تقديمها، مما يجعل المدارس الخاصة خيارا جذابا للأمهات والآباء الذين يشعرون بأن أطفالهم بحاجة إلى شيء أكثر مما يمكن أن يقدمه نظام التعليم العام. وعلى الرغم من التكاليف الإضافية التي يتكبدها الآباء، فإن الأثر الذي تتركه المدرسة الجيدة في تنمية تطوير مهارات الطفل الشخصية والعقلية على المدى الطويل يمكن أن تجعل إعطاء الأولوية لنوعية تعليم طفلك تستحق الاستثمار.