في الوقت الذي تذمر فيه عدد من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة تبوك من عدم توفير خدمات لهم في المستشفيات، أو تجهيز عيادات خاصة بهم، وتأمين أخصائيين ومترجمي لغة الإشارة، بدلا من معاناة السفر لعلاج أبنائهم في مناطق أخرى، كشفت صحة تبوك أن الوزارة أقرت في مشروع ميزانية العام المالي 1436/1437 طلب المنطقة باستحداث مركز طبي لذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى أنه محل اهتمام ومتابعة من قبل المسؤولين في صحة تبوك.

معاناة متكررة

عبر عدد من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة لـ"الوطن" عن معاناتهم المتكررة في مستشفيات المنطقة، لعدم وجود مترجم يشرح حالة المصاب. وذكر عبدالله البلوي أنه يضطر لأخذ والدته المسنة أثناء مراجعته لأحد المستشفيات في المنطقة، وهي من ذوات الاحتياجات الخاصة، لتتمكن من الشرح للأطباء عما تعانيه.

وأوضحت خلود محمد أنها لا تذهب للمستشفيات بأطفالها إلا للحالات الحرجة جدا، لعدم تمكنها من شرح لغة الإشارة، وغياب المترجمين. وأضافت "زوجي أيضا أصم، وأكتفي بشراء الأدوية من الصيدليات في الغالب".

شاشات مخصصة

أكد مترجم لغة الإشارة عبدالرحمن السديس أن غياب مترجمي لغة الإشارة في مستشفيات المنطقة، يسبب عبئا كبيرا على الصحة. وأضاف "نتمنى أن يكون هناك مترجمي لغة الإشارة، مثلما يوجد مترجمو اللغة الإنجليزية، أو وضع شاشات خاصة في المستشفيات تتحدث بلغة الإشارة، ليسهل على ذوي الاحتياجات الخاصة معرفة الإجراءات، وشعورهم بالاهتمام. وأشار السديس إلى وجود 5 % من الوظائف خاصة بذوي الإعاقة في الوظائف الحكومية.

تخصصات نادرة

أكدت إدارة العلاقات العامة والإعلام بصحة تبوك في تصريح إلى "الوطن" عدم وجود ملاكات وظيفية تابعة لوزارة الصحة في تخصص لغة الإشارة. وأضافت أن تخصصات السمع والنطق تعتبر من التخصصات النادرة في المنطقة وعلى مستوى المملكة عموما، حيث كان يتم توفير تلك التخصصات من قبل الوزارة عن طريق برنامج الطبيب الزائر، وذلك لعيادة التوحد التي تم استحداثها بمستشفى الولادة والأطفال. وأشارت إلى عدم وجود عيادات وغرف خاصة بسبب عدم عدم توفر مركز تأهيل طبي بالمنطقة، يقوم بتقديم تلك الخدمات في المنطقة، مؤكدة أن المتوفر في مستشفيات المنطقة هي أقسام علاج طبيعي فقط. وتابعت أنه تم الرفع للوزارة بضرورة استحداث مركز أو مستشفى متخصص للتأهيل الطبي لذوي الاحتياجات، حتى يتسنى للمنطقة تقديم تلك الخدمات للمستفيدين.