أكدت مصادر إسرائيلية أن الحرائق التي اشتعلت في منطقتي الوسط والشمال بإسرائيل خاصة مدينة حيفا، أتت على أكثر من 7500 دونم من الأراضي وعشرات المنازل دون أن يكون واضحا إلى متى ستستمر، لافتة إلى أن بعض التقديرات أشارت إلى أنها ستستمر على الأرجح، وبنسب مختلفة، حتى يوم الثلاثاء المقبل، وهو موعد انتهاء عاصفة الرياح التي بدأت مع بدء الحرائق الأسبوع الماضي.

وفيما توزعت الاتهامات على الحكومة الإسرائيلية بأنها بدت عاجزة في مواجهة الكوارث، وتورط بعض الأشخاص في إشعال الحرائق، قال فلسطينيون وعرب إن الحريق هو عقاب الله لإسرائيل على المبادرة لسن قانون لإسكات صوت الأذان. وكانت الطواقم الإسرائيلية قد أخلت 75 ألفا من منازلهم، وخاصة في حيفا ومحيط مدينة القدس، فيما قدمت الإسعافات الأولية لأكثر من 100 إسرائيلي، كما قالت شركة الكهرباء الإسرائيلية إن أكثر من 700 منزل في مدينة حيفا باتت بدون كهرباء مساء أول من أمس.

واضطر عشرات الآلاف من سكان حيفا إلى الإقامة في ملاجئ وفنادق ونزل في مناطق قريبة ليلة أول من أمس، ولم تسمح الشرطة الإسرائيلية لهم سوى بعد ظهر أمس بالعودة إلى منازلهم. وفي مناطق أخرى خاصة الحرشية منها فإنه لم يتم إخماد الحرائق بشكل كامل، حيث ما تلبث أن تنطفئ حتى تعود للاشتعال من جديد. وأشار خبراء إسرائيليون إلى أن المناخ السائد يسهم بشكل كبير في اشتعال النيران وإن الفشل في إخماده هو تعبير عن إخفاق حكومي أولا وقبل كل شيء.


مساعدات دولية

استغاثت إسرائيل بالدول المحيطة والغربية لتقديم المساعدة لها من أجل إطفاء الحرائق، وخاصة فرق الإطفاء والطائرات الخاصة برش المياه لإطفاء النيران. واستجابت 12 دولة عربية وغربية لتقديم المساعدة من بينها الأردن، مصر، فلسطين، تركيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، قبرص، اليونان، كرواتيا، فرنسا، إيطاليا. واشتركت 23 طائرة في إخماد الحرائق، إذ لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن لبلاده 12 طائرة انضمت إليها 11 طائرة بما فيها طائرتان عملاقتان من روسيا، وطائرة عملاقة من الولايات المتحدة الأميركية، ومروحيتان من الأردن، وطائرة من تركيا، والباقي من دول مختلفة. وعكست تصريحات نتنياهو هذا العجز الذي تواجهه إسرائيل المرة تلو الأخرى في مواجهة الكوارث الطبيعية في الوقت الذي تحرص فيه على التفوق العسكري، حيث واجهت إسرائيل عجزا مشابها عام 2010 عندما اندلعت الحرائق في جبل الكرمل في حيفا عام 2010، مما أدى إلى مقتل 44 إسرائيليا.


تحقيقات موسعة

رأى قادة عرب في الداخل الفلسطيني أن توجيه أصابع الاتهام إلى مواطنين عرب بالمسؤولية عن إضرام الحرائق هو محاولة لإخفاء الفشل الحكومي الإسرائيلي في التعامل مع الكوارث الطبيعية. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت توقيف 12 مواطنا عربيا بزعم التورط في التسبب بحرائق أو التحريض على إضرام نيران، فيما رد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني محمد بركة، بأن "جماهيرنا لن تكون في موقع الدفاع عن النفس، بل تتهم نتنياهو وحكومته بإشعال حريق العنصرية الدموية". من جانبهم، كتب عدد من الحاخامات اليهود أن سبب الحريق يعود إلى "غضب الرب" لعدم احترام الشعائر الدينية اليهودية.

يأتي ذلك فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن تحقيقا واسعا سيجري بعد إخماد الحرائق من أجل التحقيق في أسبابها، لافتة إلى أن التركيز في هذه المرحلة على إخماد النيران وإنقاذ الأرواح.

وأشارت إلى أنه حتى المعارضة الإسرائيلية لم تدل برأيها بما يجري لانتظار إخماد النيران متوقعة حرائق سياسية كبيرة بعد وقف النيران.





آثار الحرائق

- اتهامات داخلية بفشل خطط الحكومة

- مقارنة التفوق العسكري بالعجز أمام الكوارث

- استجداء مساعدة الدول الأجنبية

- إرجاع الحادث لأسباب دينية

- إقحام المؤامرات في التفسيرات الإسرائيلية