الشاب العراقي من فرقة النجباء العراقية، التي تركت داعش خلفها وقدمت إلى سورية انتصارا لبشار الأسد وانتقاما من الثورة السورية، أخذ يستجمع ريقه وهو يتحدث وسط دموعه كيف أقنعوه بأن أطفال سورية هم مطلب للحسين، عليه السلام، وأن المهدي لن يظهر من سردابه إلا إذا تم نحر العجائز السوريات.

بعيدا عن الصمت العالمي الأميركي والغربي عامة على مرتزقة بعض شيعة العالم الذين يهجمون كالذئاب الجائعة على الشعب السوري البطل، من حقنا أن نسأل العراقيين بأي حق أصبحت مظلمتكم عند الشعب السوري وبأي حق صارت نصرة بشار الأسد واجبا شيعيا؟

يقول التاريخ القريب إن الشعب السوري استقبل العراقيين استقبال الأشقاء، وفتحوا لهم البيوت ليقاسموهم اللقمة عند الغزو الأميركي دون أن يسألوا من الشيعي؟ ومن السني؟ بينما قام بشار بتسيير حافلات الإرهابيين من اللاذقية إلى بغداد وبشهادة المالكي نفسه الذي رأيناه يلعن ويشتم بشار الأسد، وأنه خلف ما يحدث في العراق من تفجير وإرهاب.

إن الإنسان ليقف حائرا على هذا الغدر الذي انتهجه شيعة لبنان والعراق تجاه الشعب السوري ولا يجد إجابة إلا أن لا حسين ولا علي -عليهما السلام- هاهنا، بل خطط إيران التي تحركهم كعرائس المولد لأسباب سياسية وإرهابية.

إن السبعين ألف مقاتل شيعي هم وصمة عار سيكتبه التاريخ عن العراق وكيف اعتدى على جيرانه الذين استضافوه يوما، وإذا كان اللبنانيون الشرفاء يرددون أن حزب الله وما يفعله ليس منهم وهم بريئون منه، فمن حق الشعب السوري أن يسمع صوتا من العراق يتبرأ من هؤلاء المرتزقة وصنيعهم الذي تتبرأ منه الأخلاق في كل مكان.

إن الشعب السوري الذي يسطر ملحمة عظيمة هذه الأيام وهو يقاتل داعش وروسيا وإيران والنظام السوري ومرتزقة شيعة العالم قادر على ردهم لبلادهم في توابيت، وهو ما يفعله رجاله كل يوم، وما هذا إلا لأنهم يقاتلون عن إيمان بأوطانهم وحرياتهم، ولن يتراجعوا خطوة واحدة إلى الوراء مهما زادت أرقام هؤلاء المرتزقة وجحافلهم، لكنهم أيضا لن ينسوا ما فعله هؤلاء بثورتهم وبأطفالهم.