تمنى الجندي أول يوسف فصال الذي بترت قدمه كاملة وثلاثة من أصابع يده خلال دفاعه عن الوطن في الحد الجنوبي، أن يعود إلى نفس موقعه في الخطوط الأمامية بالجابري، مشدداً على أنه طلب من رئيس الأركان، الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، إعادته إلى موقعه، موضحاً أن بتر القدم لن يعيقه عن أداء مهمته في الخطوط الأمامية.

بدوره روى الجندي عبدالله يحيى القيسي كيف تلقى إصابة من رصاصة قناص اخترقت ظهره وخرجت من الصدر، ويرى أن الدعم الذي يتلقاه أبناؤهم يثير فيهم الغبطة والسعادة.




تختم "الوطن" اليوم سلسلة نشرها قصص البطولات والتضحيات التي يشهدها الحد الجنوبي، والتي يسردها أبطال هم شهود عيان قدموا دماءهم فداء وذودا عن حدود الوطن، ودفاعا عن حرماته وكرامته.

وفي قصص هؤلاء الأبطال، تطل ملامح الثبات والإقدام والإقبال على الموت ذوداً عن الحياض، ودفاعاً عن الشرف، ويصاحبها رأي حصيف وتبصر وحسن حيلة وحذر وتيقظ.

وقد يكون لدى القوات المسلحة السعودية أسلحة وتقنيات متطورة، لكن معها كذلك، وهو الأهم، شجاعة فطرية في الرجال، وشهامة وشدة بأس، وهي أشياء لا تشترى كما يشترى السلاح، وإنما تولد مع الرجال، ويتربون عليها في وطن كرس فيهم معنى البطولات.

وفي حلقة اليوم يشدد الجندي أول يوسف فصال الذي بترت قدمه كاملة وثلاثة من أصابع يده على أن أمنيته أن يعود إلى ذات موقعه في الخطوط الأمامية في الجابري، مشددا على أنه طلب من رئيس الأركان، الفريق أول الركن عبدالرحمن البنيان إعادته إلى موقعه، موضحا أن بتر القدم لن يعيقه عن أداء مهمته في الخطوط الأمامية.

بدوره، يروي العسكري عبدالله يحيى القيسي كيف تلقى إصابة من رصاصة قناص اخترقت ظهره وخرجت من الصدر، ويتحدث عن يوميات المرابطين على الحد الجنوبي، ويرى أن الدعم الذي يتلقاه أبناؤهم في الداخل يثير فيهم الغبطة والسعادة.




رد قوي

يتحدث العسكري عبدالله يحيى القيسي عن إصابته، فيقول "أصابتني رصاصة قناص في الضبعة فاخترقت الظهر وخرجت من الصدر، ومع ذلك واصلت المواجهة مع بقية زملائي ورفضنا تغيير موقعنا، أو التراجع، وقد رددنا على العدو بكثافة وقوة، وحققنا انتصارات عدة، وطهرنا مواقع كثيرة، حتى إن بعض عناصره استسلمت".

وأضاف "الوقوف على الحد الجنوبي مختلف عن أي موقف آخر، هناك تشعر بالعز والفخر، ونحن هناك نواجه العدو وليس خلفنا ما يؤرقنا أو يعكر صفونا، لأننا نشعر بأن أسرنا وأهلينا في أيد أمينة ترعاهم وتتلمس احتياجاتهم، وهذا ما نلمسه جميعا، حيث تصلنا رسائل باحتفاء المدارس بأبنائنا، ومنحهم الجوائز، وتحفيزهم، ومعاملتهم معاملة خاصة بصفتهم أبناء المرابطين على الحد الجنوبي، ولذا نعيش يومياتنا هناك بكل سعادة".

ويكمل "أنا متزوج ولدي أطفال يدرسون في المرحلة الابتدائية، وأنا وهم مطمئنون، وقد كرمت المدرسة أبنائي بصفتي في الحد الجنوبي، ولهم تعامل إيجابي طيب، وبعد إصابتي بادر الكادر التعليمي في مدرسة ابني مدرسة الملك عبدالعزيز في أبها بزيارتي وتقديم هدية لي، كما بادرت قبيلتي بتكريمي، إضافة إلى تكريم الدولة لنا وتوفيرها كل احتياجاتنا، لذا فإن المرابط في الحد الجنوبي يعيش كرامات فعلية، حيث تقف خلفنا قيادة عظيمة ورجال أوفياء، سنبقى عند حسن ظنهم حراسا لا تنام أعيننا على الحد الجنوبي".





فصال: قاتلنا عدوا مغررا به

يقول الجندي الأول يوسف فصال "أصبت قبل سنة، وكنت في الخطوط الأمامية في ناقلة أفراد، وعند السادسة صباحا انهمر علينا رصاص القناصة، فأصيب أحد زملائنا في يده، وواصل العمل ورفض الاتصال بالزملاء لنقله.. كما انهمرت علينا مقذوفات أصابتني إحداها وتسببت في بتر قدمي كاملة، وثلاثة من أصابع يدي، إضافة إلى تسببها بكسور في العظام في عدة أماكن من جسدي".

وأضاف "أمارس حياتي بشكل طبيعي الآن، وأحمد الله أننا واجهنا العدو وتقدمنا في عمقه، ولم نبالِ بالموت أو بالألغام التي زرعها، بل كنا نجري بكل عنفوان نحوه حاملين بنادقنا وأسلحتنا".

ويتابع "طلبت من رئيس الأركان، الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان أن يسمح لي بالعودة إلى الجابري حيث أصبت، وهذا طلبي الوحيد، أريد العودة لمساندة زملائي في أي عمل يريدون، شرط أن أكون بينهم هناك، وما زلت آمل، وأرجو وأنتظر الموافقة على طلبي، فبتر القدم لن يعيق وقوفي في موقع المعركة".

ويتحدث فصال باعتزاز "قبضنا على عناصر من العدو أحياء، وتبين لنا أنهم لا يعرفون أين هم، فقد قالوا لنا إنهم يحاربون إسرائيل، ويظنون أننا صهاينة، ووجدنا معهم أوراقا ورموزا ومفاتيح قالوا إنها مفاتيح الجنة، كما وجدنا معهم عبارات من حديد وأوراقا وسلاسل، وكان بينهم عدد كبير من حملة الجنسيات الإفريقية الذين يتم تشغيلهم بأجر يومي، وترتفع مكافأة من يحقق منهم هدفا كبيرا، ولديهم قناعة بأنهم يقاتلون ضد أميركا وإسرائيل، وعلى الرغم من كل هذا تعاملنا معهم بكل إنسانية".