على خلاف ما قيل عن أن المرأة السعودية "ملكة" للأسباب التي يعرفها الجميع، والتي في إعادة ذكرها الإقلال من دورها، نقول بل هي المجاهدة في هذه الحياة، رغم ما يعترض طريقها من عراقيل، سواء على مستوى الأنظمة الرسمية أو الاجتماعية، وهي المكافحة المعطاءة في كل حالاتها، تقوم بدورها بكل إخلاص، حتى وهي تفتقد المساند والمعين. فهي الأم المثالية والموظفة المجدة التي لا تتأخر عن عملها ولا تتقاعس عن القيام بمهامها، رغم أنها طوال سنوات مكوثها في ذلك العمل، تعاني مرارة وإذلال من يتكرم بإيصالها إلى تلك الإدارة أو المدرسة التي قد تبعد عنها عشرات الكيلومترات، والتي قد يتطلب قطعها الخروج من المنزل في الثلث الأخير من الليل، وتمضي صابرة تنتظر الفرج الذي لا يأتي، وإن أتى فهناك من لا هَم له إلا تعطيل كل أمر يصب في مصلحتها، أو حتى يخفف عنها النزر القليل من الأعباء التي أثقلتها.
هناك من يردد الحياة شراكة بين طرفين أو أكثر، المرأة الكادحة لا شريك لها، فهي الباقية لأولادها عندما يقرر الأب التخلي لأي أمر كان، وهي من تضاجع الألم أشكالا وألوانا، عندما تجد نفسها بين خيارين أن تحتضن فلذات كبدها أو تتركهم لمصير مجهول مع امرأة أخرى فضلها عليها.
وضريبة تلك الحضانة أن تتولى عملية الإنفاق عليهم، فإن كانت موظفة سهل الأمر، وإلا فهي وهم تحت رحمة الأهل الذين قد يقبلون بوجودهم أو يرفضون، لتواجه المأساة بمفردها.
حالات تصادفها تقطع نياط قلبك. ترى الأم مهرولة باحثة عن الستر وعما يسد جوع صغارها وعوزهم، وهنا ليس لها إلا الله، فكل القنوات التي يمكن أن تقدم العون ذريعتها في عدم تقديمه؛ وجود الأب على قيد الحياة!
ما يؤلم جدا هو تكرار طرح قضايا تخص المرأة، وكأن في أمر الإعادة إعطاء الفرصة لبعض المتشفين للتندر والتأكيد أن ما يخصها سيظل عقدة لا تحل، وهنا نتساءل: لماذا النقاش؟ وهذا التساؤل موجه إلى أعضاء وعضوات مجلس الشورى الكرام مع علمنا ألا إجابة، غير أن الواقع يقول إن نقاش موضوع قيادة المرأة للسيارة أو الدراجة أصبح مسيئا لها لما يلحق به من لغط. لذلك لطفا منكم أوقفوا هذه المناقشات الزائفة.